للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} معنى فتحِهما: إخراجُهما من السدِّ الذي جعلا وراءه، قرأ ابن عامر: {فُتِّحَتْ} (١) بالتشديد على التكثير، وقرأ الباقون -يعقوبُ (٢) وأبو جعفير (٣) -: بالتخفيف.

وجوابُ "إذا" محذوفٌ (٤)، قال ابنُ الأنباري (٥): {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} هو الجواب، كأنه قال: حتى إذا فُتِحت يأجوجُ ومأجوجُ اقتربَ الوعدُ الحق، والواو مُقْحَمةٌ بمعنى التعجُّب، كما تقول في الكلام: "وأَيُّ رَجُلٍ زيدٌ" (٦). وقرأ


(١) قرأ ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وشيبة ورويس وروح: {فُتِّحَتْ} بالتشديد، ينظر: السبعة ص ٤٣١، الكشف لمكي ٢/ ١١٤، التيسير ١٠٢، ١٤٥، ١٤٦، البحر ٦/ ٣١٤، الإتحاف ٢/ ٢٦٧.
(٢) يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري أبو محمد، أحد القراء العشَرة، ولد ومات بالبصرة، كان إمامها ومقرئها، له في القراءة رواية مشهورة، له كتب منها: الجامع، وجوه القراءات وقف التمام، توفِّي سنة (٢٠٥ هـ). [غاية النهاية ٢/ ٣٨٦: ٣٨٩، سير أعلام النبلاء ١٠/ ١٦٩ - ١٧٤، الأعلام ٨/ ١٩٥].
(٣) يزيد بن القعقاع المخزومي بالولاء، أبو جعفر المدني، أحد القراء العشرة من التابعين، كان إمام المدينة في القراءة ومن المفتين المجتهدين، ثقة روى عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة، توفِّي سنة (١٣٢ هـ). [غاية النهاية ٢/ ٣٨٢: ٣٨٤، سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٨٧، ٢٨٨، الأعلام ٨/ ١٨٦].
(٤) هذا قول البصريين، وتقدير هذا الجواب عندهم: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج واقترب الوعد الحق قالوا: يا ويلنا، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٠٥، إعراب القرآن ٣/ ٨١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٨٨.
(٥) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر الأنباري المقرئ النحوي، من أعلم أهل زمانه باللغة والأدب والأخبار، أخذ عن أبيه وعن ثعلب، ولد سنة (٢٧٢ هـ)، وتوفي ببغداد سنة ٣٢٨ هـ، من كتبه: الزاهر، إيضاح الوقف والابتداء، الأضداد. [إنباه الرواة ٣/ ٢٠١، غاية النهاية ٢/ ٢٣٠، الأعلام ٦/ ٣٣٤].
(٦) إيضاح الوقف والابتداء ص ٧٧٩، وهذا قول الكوفيين وابن قتيبة؛ لأن الواو عندهم صلة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>