للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّلاةِ من الاسْتِكانةِ قلتُ: وما الاسْتِكانةُ؟ قال: "ألا يَقْرَأ هَذِهِ الآيةَ: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} (١) قال: "هو الخضوع" (٢).

وقيل: معناه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ صَلاةَ الغَداةِ المفروضةَ بِجَمْعٍ، وانْحَر البُدْنَ بِمِنًى، وقيل: معناه: وَضَعِ اليَدَ اليُمْنَى على ساعِدِ اليُسْرَى، ثم وَضَعَها تحت صَدْرِهِ، وقيل: معناه: ارْفعْ يَدَيْكَ بالتكبير إلَى نَحْرِكَ.

قوله -تعالَى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} يعني: إنَّ مُبْغِضَكَ وَعَدُوَّكَ هو الأذَلُّ الأقَلُّ المُنْقَطِعُ دابِرُهُ، نزلت هذه الآية في العاص بن وائل، كان يَمُرُّ بالنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيقول له: إنِّي لأشْنَؤُكَ، وَإنَّكَ لأبْتَرُ من الرجال، فأنزل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} مِنْ خَيْرِ الدنيا والآخرة (٣).

قال وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ (٤): الأبْتَرُ: الذي ليس له في الجنة نصيب، ويقال: الأبْتَرُ: الصُّنْبُورُ، قال ابن الأعْرابِيِّ (٥): الصُّنْبُورُ: الوَحِيدُ، والصُّنْبُورُ: الضَّعِيفُ، والصُّنْبُورُ: الذي لا عَشِيرةَ لَهُ، والصُّنْبُورُ: الذي لا وَلَدَ لَهُ، واللَّه اعلم.


(١) المؤمنون ٧٦.
(٢) رواه البيهقي فِي السنن الكبرى ٢/ ٧٥ كتاب الصلاة: باب رفع اليدين عند الركوع، ورواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٥٣٨ كتاب التفسير: سورة الكوثر، وذكر ابن حِبّانَ وابنُ الجوزي أنه موضوع، ينظر: كتاب المجروحين لابن حبان ١/ ٧٧، الموضوعات لابن الجوزي ٢/ ٩٨، وينظر أيضًا: الكشف والبيان ١٠/ ٣١١ - ٣١٢، الوسيط للواحدي ٤/ ٥٦٢.
(٣) ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٧٩١، جامع البيان ٣٠/ ٤٢٧، ٤٢٨، أسباب النزول ص ٣٠٧، الوسيط للواحدي ٤/ ٥٦٣.
(٤) ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة ٢٦٨/ أ.
(٥) ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة ٢٦٨/ أ، تهذيب اللغة ١٢/ ٢٧١، اللسان: صنبر، التاج: صنبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>