للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشرب، وقيل (١): هو السيد الذي قد انْتَهَى سُؤْدَدُهُ، وقيل (٢): هو الدائم الباقي بعد فناء خلقه.

وقال جعفر الصادق (٣): الضمَدُ خَمْسةُ حُرُوفٍ، فالألف دليل على أحَدِيَّتِيهِ، واللام دليل على إلَهِيَّيهِ، والصاد دليل على صِدْقِهِ، والميم دليل على مُلْكِهِ، والدال علامةُ دَوامِهِ فِي أبَدِيَّتِهِ وَأزَلِيَّتِهِ، وقيل: هو الذي لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ، ولا تَحْوِيهِ الأقْطارُ، ولا تَبْلُغُهُ الأفْكارُ، وكل شيء عنده بِمِقْدارٍ، وقيل (٤): هو الأزَليُّ بلا عَدَدٍ، والباقي بلا أمَدٍ، والقائم بلا عَمَدٍ.

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} لَمْ يَلِدْ فَيُورَثَ، وَلَمْ يُولَدْ فَيُشارَكَ، بل هو الأوَّلُ الذي لا أوَّلَ لأوَّليَّتِهِ، والآخِرُ الذي لا آخِرَ لآخِرِيَّتِهِ، وكان قَبْلَ الكَوْنِ وَبَعْدَ الكَوْنِ، لا فَناءَ ولا انْقِضاءَ له.

و {يَكُنْ} مجزوم بـ "لَمْ"، وأصله: يَكُونُ برفع النون، فحُذفت الضمة لِلْجَزْمِ، وحُذفت الواو لالتقاء الساكنين، وكانت أحَقَّ بالحذف؛ لأن قبلها ما يدل عليها وهي الضمة، فبقي {يَكُنْ}.


(١) قاله ابن عباس وشقيق بن سلمة وابن قتيبة والزجاج والزجاجي، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٤٢، جامع البيان ٣٠/ ٤٥١، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٧٧، إعراب ثلاثين سورة ص ٢٢٩، الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٤، زاد المسير ٩/ ٢٦٧، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٤٥.
(٢) قاله قتادة، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤٥١، الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٥، زاد المسير ٩/ ٢٦٨، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٤٥.
(٣) ينظر قوله في الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٥.
(٤) هذا القول والذي سبقه قالهما محمد بن علي الترمذي، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٣٣٥، عين المعانِي ورقة ١٤٩/ ب، قال ابن عطية مُعَلِّقًا على هذه الأقوال في تفسير الصَّمَدِ: "وفي هذا التفسير كُلِّهِ نَظَرٌ؛ لأن الجسم في غاية البُعْدِ عن صفات اللَّه، تعالَى، فما الذي تُعْطِينا هذه العباراتُ؟ ". المحرر الوجيز ٥/ ٥٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>