للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥)} يعني: أمةَ محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنين العاملينَ بطاعة اللَّه يرِثون الجنة، كقوله: {يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} (١).

قرأ الأعمشُ وحمزةُ (٢) وخَلَفٌ (٣): {الزَّبُورِ} بضمِّ الزاي (٤)، وقرأ الباقون بالنصب (٥)، وهي بمعنى المَزْبور، كالحَلُوب والرَّكوب، يقال: زَبَرْتُ الكتابَ: إذا كَتَبْتَهُ (٦).

واختلفوا في معنى الزَّبور والذِّكر، فقال سعيدُ بن جُبَير (٧) ومجاهدٌ (٨)


(١) المؤمنون ١١.
(٢) حمزة بن حبيب بن عمارة التيمي بالولاء، أبو عمارة الزيات، أحد القراء السبعة، كان يجلب الزيت إلى حلوان، والجوز والجبن إلى الكوفة، توفِّي سنة (١٥٦ هـ). [غاية النهاية ١/ ٢٦١ - ٢٦٣، الأعلام ٢/ ٢٧٧].
(٣) خلف بن هشام البَزّارُ، أبو محمد الأسديُّ، أحد القراء العشَرة، كان عالمًا عابدًا ثقة، اشتهر ببغداد، سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد وتصدر للإقراء والرواية، توفي سنة (٢٢٩ هـ). [غاية النهاية ١/ ٢٧٢ - ٢٧٤، سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٧٦ - ٥٨٠، الأعلام ٢/ ٣١١].
(٤) بضم الزاي، جمع: زِبْرٍ: كقِدْرٍ وقُدُورٍ، ينظر: السبعة ص ٤٣١، حجة القراءات ص ٤٧١، التيسير ص ٩٨، الإتحاف ١/ ٥٢٦، ٢/ ٢٦٨.
(٥) يعني: بفتح الزاي.
(٦) قال الأزهري: قال أبو عبيدة: زَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُهُ: إذا كتبتَهُ. قال: وقال الأصمعيُّ: زَبَرْتُ الكتابَ: كتبتُهُ، وذَبَرْتُهُ: قَرَأْتُهُ"، تهذيب اللغة: زبر ١٣/ ١٩٦، وينظر: الصحاح: زبر ١/ ٣٠٨.
(٧) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي بالولاء، أبو عبد اللَّه الكوفي، كان أعلم التابعين، حبشي الأصل، أخذ العلم عن ابن عباس وابن عمر، قتله الحجاج بواسط سنة (٩٥ هـ)، قال ابن حنبل: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلّا وهو مفتقر إلى علمه. [سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٢١ - ٣٤٣، الأعلام ٣/ ٩٣].
(٨) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المخزومي بالولاء، تابعي من أهل مكة، شيخ القراء =

<<  <  ج: ص:  >  >>