للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن كذا يَذْهَلُ ذُهُولًا: إذا تَرَكه أو شَغَلَهُ عنه شاغلٌ، قال الحسَن (١): تَذهَلُ المُرضِعةُ عن ولدِها لغير فِطام وتضَعُ الحاملُ ما في بطنِها لغير تمام من هول ذلك اليوم {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} يعني: تراهم سُكارى من الغمِّ والهم {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} من الشراب، وقرأ بعضُهم: {وَتَرَى} (٢) بضم التاء؛ أي: تَظُنُّهُم، قال الفَرّاء (٣): ولهذه القراءةِ وجهٌ جيِّد.

{سُكَارَى}: جمعُ سكران، وهو نَصْبٌ على الحال (٤)، وقَرأَ حمزةُ والكسائي (٥): {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بفتح السِّين من غير ألفٍ وبالإمالة، قال الفَرّاء (٦): وهو وجهٌ جيِّد في العربية؛ لأنه بمنزلة: الهَلْكَى والجَرْحَى


(١) الحسن بن يسار، أبو سعيد البصري تابعي، حبر الأمة في زمنه، ولد بالمدينة سنة (٢١ هـ)، وشب في كنف عَلِيِّ بن أبي طالب، سكن البصرة وعظمت هيبته في القلوب، وله مع الحجاج مواقف وقد سلم من أذاه، مات بالبصرة سنة (١١٠ هـ). [غاية النهاية ٢/ ٢٢٦، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٦٣ - ٥٨٨، الأعلام ٢/ ٢٢٦].
(٢) قرأ عكرمة والضحاك وابن يعمر والزعفراني وعباس بن منصور وأبو زرعة: {وَتُرَى} بالبناء للمجهول {النَّاسُ} بالرَّفع على نائب الفاعل، ينظر: زاد المسير ٥/ ٤٠٤، تفسير القرطبي ١٢/ ٥، البحر المحيط ٦/ ٣٢٥.
(٣) قال الفراء: "وقد ذُكِرَ أن بعض القراء قرأ: {وَتُرَى النَّاسَ}، وهو وجه جيد، يريد مثل قولك: رُئِيتُ أَنَّكَ قائِمٌ، وَرُئِيتُكَ قائِمًا، فتجعل {سُكَارَى} في موضع نصب؛ لأن {تَرَى} تحتاج إلى شيئين تنصبهما كما يحتاج الظن". معاني القرآن ٢/ ٢١٥.
(٤) إلا على قراءة {وَتَرَى النَّاسَ}، فإن {سُكَارَى} على هذه القراءة مفعول ثالث لـ {تُرَى}، فالأول هو الضمير المستتر النائب عن الفاعل، والثاني هو {النَّاسَ}، ينظر: البحر المحيط ٦/ ٣٢٥، الدر المصون ٥/ ١٢٢.
(٥) وهي أيضًا قراءة خلف والأعمش، ينظر: السبعة ص ٤٣٤، حجة القراءات ص ٤٧٢، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١١٦، التيسير ص ١٥٦، الإتحاف ٢/ ٢٧٠، ٢٧١.
(٦) معاني القرآن ٢/ ٢١٤، ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>