للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُعِيدًا ودَرَسةً وإمامًا ومؤذِّنًا ومعلِّمًا وأيتامًا يتعلَّمون القرآن، ووَقَف على الجميع أوقافًا بعيدةً تجمِلهم وتقوم بكفايتهم جميعًا".

وذكر الخَزْرجي أنّ الملِك المظفَّر شمسَ الدِّين يوسُفَ بن عُمَرَ بن عَلِيِّ بن رسول سار على سُنّةِ والده، من بناءِ المدارس وإنفاقه عليها (١)، ثم قال (٢): "وكان يجالسُ العلماءَ والصّالحين، وكان -رحمه اللَّه- مشتغلًا بالعلم، أخَذ من كلِّ فنٍّ بنصيب، قرأ الفقهَ على الفقيه محمد بن إسماعيلَ الحَضْرميِّ وغيره، والحديثَ على الفقيه محمد بن إبراهيمَ الفشليّ، وعلى الفقيه محبِّ الدين أحمد بن عبد اللَّه الطَّبري، وقرأَ النَّحوَ واللّغةَ على الشيخ يحيى بن إبراهيمَ العَمَك، وقرأ المنطقَ على الفقيه أحمدَ بن عبد الحميد السُّرْدُدِيِّ".

وذكر الخَزْرجيُّ أنّ الملِك المؤيَّد سار على سُنّةِ أبيه وجَدِّهِ في اهتمامه بالمدارس والعلماء (٣)، ثم قال (٤): "وكان -رحمه اللَّه- مشاركًا في كثيرٍ من العلوم، قد أخذ في كلِّ فنّ، وشارك في كل عِلْمٍ، وكان يحفظ مقدِّمة طاهر بن بابَشاذَّ، وكفايةَ المُتَحَفّظِ في اللغة، والجُمَلَ للزَّجّاجِيِّ. . . وأجازه الشّيخ الإمام المبجَّل أبو العبّاس أحمد بن محمد الطَّبري شيخُ السُّنة بالحرم الشريف في البخاريِّ والترمذيّ، وناوله صحيحَ مسلم، وأجازه في باقي الأمهات".

وقال ابنُ خلدون عن الملِك المؤيَّد (٥): "وكان فاضلًا، شافعي المذهب،


(١) ينظر: العقود اللؤلؤية ١/ ٢٧٦.
(٢) المصدر السابق ١/ ٢٧٧.
(٣) المدارس الإسلامية في اليمن ١/ ٤٤١.
(٤) المصدر السابق ١/ ٤٤١، ٤٤٢.
(٥) تاريخ ابن خلدون ٥/ ٥١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>