للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَقِيمًا لأنَّهُ لم يَكُنْ للكفار فيه بركةٌ ولا خَيْرٌ، فهو كالرِّيح العقيم التِي لا تأتي بِخَيْرٍ (١).

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يعني: المطرَ {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً (٦٣)} يعني: بالنبات.

ورَفَع {فَتُصْبِحُ} لأنّ ظاهرَ الآية استفهامٌ ومعناه الخبر، مجازها: اعلَمْ يا محمد أنّ اللَّه يُنزِلُ من السماء ماءً فتصبحُ الأرض مخضَرّةً (٢)، وإن شئت قلت: قد رأيتَ أنّ اللَّه أنزل من السماء ماءً، كقول الشاعر:

١٩ - أَلمْ تَسْأَلِ الرَّبْعَ القَواءَ فيَنْطِقُ... وهلْ تُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بيْداءُ سَمْلقُ؟ (٣)


(١) ينظر: معاني القرآن للنحاس ٤/ ٤٢٨.
(٢) قال سيبويه: "وسألته [يعني الخليل] عن {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً}، فقال: هذا واجب، وهو تنبيه كأنك قلت: "أتسمع أن اللَّه أنزل من السماء ماءً فكان كذا وكذا؟ "، الكتاب ٣/ ٤٠، وينظر: المقتضب ٢/ ١٩، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٣٦، الإغفال ١/ ٣٧٨، المسائل المنثورة ص ١٤٧.
(٣) البيت من الطويل لجميل بثينة، ويُرْوَى: "الربع الخلاء"، ويُرْوَى "الربع الخواء"، ويُرْوَى "الربع القديم"، ويُرْوَى "صملق" بالصاد.
اللغة: القَواءُ: المُقْفِرُ الخالي، البيداء: المفازة لا شيء فيها، السملق والصملق بالسين والصاد: القاع الأملس لا شجر فيه، والشاهد فيه: رفع "ينطق" الواقع بعد الفاء على الاستئناف والقطع.
التخريج: ديوانه ص ١٤٥، الكتاب ٣/ ٣٧، معاني للفراء ١/ ٢٧، ٢/ ٢٢٩، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٣٦، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٨٧، الحلل ص ٢٦٣، ٣٥٠، ٣٦٤، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص ٣٣٥، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٣١٠، شرح المفصل ٧/ ٣٦، ٣٧، عين المعاني ورقة ٨٧/ أ، رصف المباني ص ٣٧٨، ٣٨٥، اللسان: حدب، سملق، الجنى الداني ص ٧٦، مغني اللبيب ص ٢٢٢، شرح شواهد المغني ص ٤٧٤، همع الهوامع ٢/ ٣٠٨، ٣/ ١٦٣، خزانة الأدب ٨/ ٥٢٤، ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>