للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠ - وَلا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ... إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَيْنَمُوا (١)

وقرأ الباقونَ بفتح التاء وضمِّ الجيم؛ أي: تقولون ما لا تعلمون، من قولهم: هَجَرَ الرَّجُلُ في منامه: إذا هَذَى (٢)، قال الشاعر:

٣١ - أُحِبُّ الفَتَى يَنْفِي الفَواحِشَ سَمْعُهُ... كَأَنَّ بِهِ مِنْ كُلُّ فاحِشةٍ وَقْرا

سَلِيمَ دَواعِي الصَّدْرِ لا باسِطًا أَذًى... وَلا مانِعًا خَيْرًا وَلا قائِلًا هُجْرا (٣)

فالهُجْرُ -بالضم-: الهَذَيان، والهَجْرُ -بالفتح-: التَّرْكُ والإعراض (٤)،


= الهاشميات، توفِّي سنة (١٢٦ هـ). [الشعر والشعراء ص ٥٨٥، معجم الشعراء ص ٢٣٨، الأعلام ٥/ ٢٣٣].
(١) البيت من المتقارب، ورواية الديوان: "هَتْمَلُوا" بدل "هينموا".
اللغة: الهَيْنَمةُ والْهَتْمَلةُ: الكلام الخفيُّ الذي لا يُفْهَمُ، وكذلك الْهَتْلَمةُ.
التخريج: ديوانه ٢/ ٣٤٥، الزاهر ١/ ٣٦٣، تهذيب اللغة ٦/ ٣٢٨، ٥٣٠، مقاييس اللغة ٦/ ٧٠، غريب الحديث للهروي ١/ ٢٦٠، اللسان: هتمل، هنم، التاج: هتمل، هنم.
(٢) قاله الفراء والنحاس، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٣٩، معاني القرآن للنحاس ٤/ ٤٧٦.
(٣) البيتان من الطويل لأبي العتاهية، ويُنْشَدانِ لسالِمِ بن وابصة برواية: "سليمُ. . . لا باسطٌ. . . ولا مانعٌ. . . ولا قائلٌ" بالرَّفع فيها، وأنشدهما الجاحظ لامرأة من باهلة.
اللغة: الوقر: ثقل في الأذن، وقيل؛ هو أن يذهب السمع كله، بَسَطَ أَذاهُ: مَدَّهُ، وهو مجاز، الهجر: الكلام القبيح.
التخريج: ديوان أبي العتاهية ص ١٨٥، الحيوان ٧/ ١٦٣، أدب الدنيا والدين ص ٢٢١، المختار من شعر بشار ص ١٩٢، شرح الحماسة للتبريزي ٣/ ٨٥، ٨٦، شرح الحماسة للمرزوقي ص ١١٤٢، أمالي القالي ٢/ ٢٢٤، التذكرة الحمدونية ٤/ ٣٦٦، عين المعاني ورقة ٨٨/ ب، الحماسة البصرية ص ٩٨٤.
(٤) الهَجْرُ -بالفتح- يأتي بمعنى التَّرْكِ ويأتي بمعنى الهذيان، قال الأزهري: "ورُويَ عن أبي سعيد الخدري أنه كان يقول لِبَنِيهِ: إذا طُفْتُمْ باللَّيْلِ فَلَا تَلْغُوا ولَا تَهْجُرُوا. قال أَبو عبيد: =

<<  <  ج: ص:  >  >>