للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له؛ {وَزَادَهُمْ نُفُورًا (٦٠)} قال مُقاتِل: زادهم ذِكْرُ الرحمن تباعُدًا عن الإيمان.

قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} يعني: منازلَ الكواكب السبعة السيّارة، وهي اثنا عشَرَ برجًا: الحَمَلُ والثَّور والجَوْزاءُ والسرطان والأسَد والسُّنبلة والميزان والعقرب والقَوْس والجَدْي والدَّلو والحوت، فالحَمَلُ والعقرب: بَيْتا المِرِّيخِ، والثَّور والميزان: بَيْتا الزُّهَرة، والجَوْزاء والسُّنبلة: بَيْتا عُطارِد، والسرطان: بَيْتُ القمر، والأسد: بَيْتُ الشمس، والقوس والحوتُ: بَيْتا المشتري، والجَدْي والدَّلو: بَيْتا زُحَلَ. وهذه البروجُ مقسومةٌ على الطبائع الأربع، فيكون نصيبُ كلِّ واحدةٍ ثلاثة بروج تسمى المُثَلَّثاتِ، فالحَمَلُ والأسدُ والقوس مُثَلَّثةٌ ناريّة، والثَّور والسُّنبلة والجَدْي مثلَّثةٌ أرضيّة، والجَوْزاء والميزان والدَّلو مثلثةٌ هوائيّة، والسرطانُ والعقرب والحوت مثلَّثةٌ مائيّة (١).

والبروج قيل: هي القصور، دليله قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (٢)، قال الأخطل:

٥٨ - كأنّها بُرجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ... بانٍ بِجِصٍّ وآجُرٍّ وأحجارِ (٣)


(١) من أول قوله: "منازل الكواكب السبعة" قاله الثعلبي في الكشف والبيان ٧/ ١٤٣، وينظر أيضًا: عين المعاني ورقة ٩٣/ أ.
(٢) النساء ٧٨.
(٣) البيت من البسيط، للأخطل، يصف ناقته، ونسبه القرطبي لطرفة، وهو خطأ، ورواية العجز فى ديوان الأخطل:
لُزٌّ بجِصٍّ وآجُرٍّ وجَيّارِ
اللغة: الآجر: جمع آجُرّةٍ وهو: ماَ طبخ من الطين، لُزَّ الشيءُ بالشيء: قُرِنَ به وأُلْصِقَ، الجيار: قال ابن الأعرابي: إذا خُلِطَ الرمادُ بالنُّورةِ والجَصِّ فهو الجيار، ينظر: التهذيب: جير. =

<<  <  ج: ص:  >  >>