للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (١٤٩)} قَرأَ أهلُ الشام والكوفة: {فَارِهِينَ} بالألف؛ أي: حاذِقين بنَحْتها، وقَرأَ الباقون بغير ألف (١).

واختلفوا في معناه، فقيل: أَشِرِينَ، وقيل: بَطِرِينَ، وقيل: معجَبِين بصُنعكم، وقيل: لاعِبين (٢)، وقيل (٣): فَرِحين، والعربُ تعاقِبُ بين الحاء والهاء مثلَ: مَدَحْتُهُ ومَدَهْتُهُ، فالهاء من {فَارِهِينَ} بدلٌ من الحاء، والفَرَحُ في كلام العرب -بالحاء-: الأَشَرُ والبَطَرُ، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} (٤)، ويجوز أن يكون {فَارِهِينَ} و {فرهين} بمعنًى واحد، كقوله تعالى: {عِظَامًا نَخِرَةً} (٥) و {ناخِرةً} ونحوهما (٦)، وهو نصبٌ على الحال.

قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ}؛ أي: لئن لم تسكت {يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧)} من بلدتنا، وهو جوابُ الشرط (٧)، {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ} يعني:


(١) قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وأبو جعفر ويعقوب: {فَرهِينَ} بغير ألف، ينظر: السبعة ص ٤٧٢، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٣٧، حجة القراءات ص ٥١٩، تفسير القرطبي ١٣/ ١٢٩، البحر المحيط ٧/ ٣٤، الإتحاف ٢/ ٣١٩.
(٢) ينظر في هذه المعانِي: معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ٢٨٢، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٩٦، إعراب القرآن للنَّحاس ٣/ ١٨٧، معاني القرآن للنَّحاس ٥/ ٩٦.
(٣) قاله ابن قتيبة والنَّحاس، ينظر: تأويل مشكل القرآن ص ٤٩١، معاني القرآن للنَّحاس ٥/ ٩٦، ٩٧، إعراب القرآن ٣/ ١٨٧، وللأخفش في الكشف والبيان ٧/ ١٧٦، وعين المعاني ٩٤/ ب.
(٤) القصص ٧٦.
(٥) النازعات ١١.
(٦) قاله أبو عبيدة وابن قتيبة، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٨٩، غريب القرآن ص ٣١٩، وحكاه النَّحاس عن قطرب في إعراب القرآن ٣/ ١٨٨.
(٧) يجب هنا أن يكون: {لَتَكُونَنَّ} جوابًا للقسم المقدر؛ لأن "إِنْ" تقدمت على الشرط، =

<<  <  ج: ص:  >  >>