للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه-: لَمّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الصَّفا، فقال: "يا صَباحاهُ" (١)، فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: مالك؟ فقال: "أَرَأَيْتَكُم إن أخبرتُكم أن العدو مُصْبِحكم أو مُمْسِيكم ما كنتم تصدقونني؟ "قالوا: بلى، قال: "فإنِّي نذيرٌ لكُم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديد"، قال أبو لَهَب: تَبًّا لك، ألهذا دعوتَنا جميعا؟ فأنزل اللَّه تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (٢) إلى آخرها (٣). رواه مسلم عن أبي كُريب (٤)، ورواه البخاري عن عمر بن حفص ابن غِياث (٥) عن الأعمش.

قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ} يعني: شعراءَ المشركين {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤)}. قرأه العامة: {يَتَّبِعُهُمُ} بالتشديد، وقرأ نافع بالتخفيف (٦)،


= أكابر الحفاظ والفقهاء، من أهل المدينة، نزل الشام وتوفِّي بفلسطين سنة (١٢٤ هـ). [سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٢٦، الأعلام ٧/ ٩٧].
(١) يا صباحاه: منادى مستغاث، وهذه كلمة يقولها المستغيث، وأصلها إذا صاحوا للغارة؛ لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، فكأن معناها: قد غشينا العدو، ينظر: النهاية لابن الأثير ٣/ ٦، ٧، اللسان: صبح، فتح الباري ٦/ ١١٤.
(٢) المسد ١.
(٣) صحيح البخاري ٦/ ٢٩، ٩٤، ٩٥ كتاب التفسير: سورة سبأ، وسورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، صحيح مسلم ١/ ١٣٤ كتاب الإيمان: باب في قوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}.
(٤) هو محمد بن العلاء بن كريب الهمدانِيُّ الكوفِيُّ، قارئ ثقة حافظ، روى القراءة عن أبي بكر ابن عياش، روى عنه الأئمة الستة، توفَي سنة (٢٤٨ هـ). [غاية النهاية ٢/ ١٩٧، سير أعلام النبلاء ١١/ ٣٩٤ - ٣٩٨].
(٥) في الأصل: "عمر بن حفص عن غياث"، والصواب ما أثبت، وهو عمر بن حفص بن غياث ابن طَلْقِ بن معاوية النخعي، أبو حفص الكوفي، محدث ثقة صدوق، روى عن أبيه وعن أبي بكر بن عياش، وروى عنه البخاري ومسلم، توفِّي سنة (٢٢٢ هـ). [سير أعلام النبلاء ١٠/ ٦٣٩، تهذيب التهذيب ٧/ ٣٨١، ٣٨٢].
(٦) وهي أيضًا قراءة أبي عبد الرحمن السلمي والحسن وشيبة، ينظر: السبعة ص ٤٧٤، إعراب القراءات =

<<  <  ج: ص:  >  >>