للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٧ - هَجَوتَ مُحَمَّدًا فأَجَبتُ عنهُ... وعِندَ اللَّهِ في ذاكَ الجزاءُ

هَجَوتَ مُبارَكًا بَرًّا حَنيفًا... أَمينَ اللَّهِ شيمتُهُ الوفاءُ

فإنَّ أَبي ووالدتي وعِرضي... لِعِرضِ مُحمَّدٍ منكُم وِقاءُ

أَتَهجوهُ ولستَ لهُ بِكُفءٍ... فشرُّكما لخيرِكما الفِداءُ

فمَن يَهجو رسولَ اللَّهِ مِنكُمْ... ويَمدَحُهُ ويَنصُرُهُ سَواءُ

لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ... وبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ (١)

وهذه الأبيات في قصيدة له، أنشدها قبل فتح مكة.

قوله: {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} يعني: شعراء المؤمنين لم يشغَلْهم الشعر عن ذكر اللَّه تعالى، ولم يجعلوا الشعر هَمَّهُمْ، و {كَثِيرًا}: نعت لمصدر محذوف، تقديره: وذكروا اللَّه ذِكْرًا كثيرًا {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال مقاتل: انتصروا من المشركين؛ لأنهم بَدَءُوا بالهجاء.

ثم أَوْعَدَ شعراءَ المشركين، فقال: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني: الذين أشركوا وهَجَوْا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنين {أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)} يعني: أيَّ مَرْجِعٍ يرجِعون إليه بعد مماتهم، قال ابن عباس: إلى جهنم والسعير، يعني: أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلدون فيها.


= الرضاع، كان يهجو الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنين، ثم أسلم وثبت مع الرسول يوم حنين، توفِّي سنة (٢٠ هـ). [الإصابة ٧/ ١٥١، الأعلام ٧/ ٢٧٦].
(١) الأبيات بترتيب مختلف في ديوان حسان ص ٧٦، وينظر: السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٨٧٨، ٨٧٩، المقتضب ٢/ ١٣٥، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ٦٣، إعراب القرآن للنَّحاس ٢/ ٣٥٣، ٣/ ١٥٤، ٢١٧، الاقتضاب ٢/ ١٩، ٣/ ٣٦، ٣٧، عين المعاني ورقة ٩٥/ أ، شرح شواهد المغني ص ٨٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>