للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتدري لِمَ سَخَّرَ اللَّهُ لك الريحَ؟ قال: لا، قالت: أَخْبَرَكَ أن الدنيا كلها ريح، فتبسم ضاحكًا من قولها متعجبًا (١).

{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي}؛ أي: أَلْهِمْنِي {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ. . . (١٩)} الآية، وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: نَهَى رسولىُ اللّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قتل أربعة من الدواب: الهُدْهُدِ والصُّرَدِ (٢) والنحلة والنملة (٣).

قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} التَّفَقُّدُ: طَلَبُ ما غاب عنك، والطير: اسم جامع للجنس، وكانت الطير تصحب سليمانَ في سفره تُظِلُّهُ بأجنحتها، والمعنى: أنه طَلَبَ ما فُقِدَ من الطير {فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ}؛ أي: ما لِلْهُدْهُدِ لا أَراهُ؟ تقولى العرب: ما لِي أَراكَ كَئِيبًا؟ معناه: ما لَكَ؟ ولكنه من القَلْبِ الذي يُوَضِّحُهُ المَعْنَى (٤). والهدهد: طائر معروف.

فتح ابنُ كثيرٍ وعاصمٌ والكسائيُّ وهشامٌ (٥) وأيوب: {مَا لِيَ} هاهنا وفي


(١) ورد هذا الخبر في الكشف والبيان ٧/ ١٩٧، ١٩٨، وتفسير القرطبي ١٣/ ١٧١.
(٢) الصُّرَدُ: طائر فوق العصفور، يصيد العصافير، وجمعه: صِرْدانٌ. اللسان: صرد.
(٣) رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٣٣٢، ٣٤٧، والدارمي في سننه ٢/ ٨٩ كتاب الأضاحي/ باب النهي عن قتل الضفادع والنحلة، وأبو داود في سننه ٢/ ٥٣٢ أبواب النوم/ باب في قتل الذَّرِّ.
(٤) قاله الواحدي والقرطبي، ينظر: الوسيط ٣/ ٣٧٣، تفسير القرطبي ١٣/ ١٧٩، قال أبو حيان: "ولا ضرورة إلى ادعاء القلب". البحر المحيط ٧/ ٦٢، وينظر: الدر المصون ٥/ ٣٠٤.
(٥) هو: هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة، أبو الوليد السلمي، مقرئ محدث خطيب قاض، ثقة صدوق واسع الرواية، من أهل دمشق، روى عن مالكٍ وابن عيينة، روى عنه القراءة القاسم ابن سلام، توفِّي سنة (٢٤٥ هـ)، من كتبه: فضائل القرآن. [غاية النهاية ٢/ ٣٥٤ - ٣٥٦، سير أعلام النبلاء ١١/ ٤٢٠ - ٤٣٥، الأعلام ٨/ ٨٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>