للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}؛ أي: لم يلبث غيرَ يَسِيرٍ حَتَّى جاء الهُدْهُدُ، و {غَيْرَ} نعت [لظرفٍ محذوفٍ أو] (١) لِمَصْدَر محذوفٍ، تقديره: وَقْتًا غيرَ بعيد أو: مُكْثًا غيرَ بعيد، وقرأ عاصم: {فَمَكَثَ} بفتح الكاف، الباقون بضمها (٢)، {فَقَالَ} الهدهد {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ}؛ أي: علمت بما لم تعلم، {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) أي: بخَبَرٍ صادِقٍ، قرأ أبو عمرو والبَزِّيُّ: {مِنْ سَبَأَ} غير مصروف، وكذلك: {لِسَبَأَ} (٣) فِي سورتها، وأسكن الهمزةَ فيهما قُنْبُلٌ، وقرأ الباقون بالخفض والتنوين فيهما (٤)، فمن صرف "سبأً" جعله اسمًا لأب أو لحي، ومن لم يصرفه جعله اسمًا لقبيلة أو لِمَدِينةٍ أو لامرأةٍ، فلم يصرفه للتعريف والتأنيث، ومن أسكن الهمزة فعلى نية الوقف.

قال الزَّجّاج (٥): من لم يصرف فلأنه اسم مدينة تُعرَف بِمَأْرِبَ من اليمن، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام، ومن صرف فلأنه اسم البَلد، فيكون مذكرًا سُمي به مذكر. ورُوِيَ فِي الحديث، أن النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سُئِلَ عن سبأٍ فقال: "كان رجلًا له عشَرة من البنين" (٦).


(١) زيادة يقتضيها السياق، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٤٦، التبيان للعكبري ص ١٠٠٦، الفريد للهمداني ٣/ ٦٨٠.
(٢) ينظر: السبعة ص ٤٧٩، ٤٨٠، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٤٦، حجة القراءات ص ٥٢٥، الإتحاف ٢/ ٣٢٥.
(٣) يعني قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} الآية ١٥.
(٤) قرأ أبو عمرو، والبزيُّ عن ابن كثيبر، وابنُ محيصن واليزيديُّ: {مِنْ سَبَأَ} هنا، و {لِسَبَأَ} في سورة سبأ بمنع صرفه، وقرأ قنبل والنبال وشبل عن ابن كثير: {لسبأْ} بإسكان الهمزة، كأنه نوى الوقف، فأجرى الوصل مجراه، وقرأ الباقون بالصرف، ينظر: السبعة ص ٤٨٠، ٥٢٨، إعراب القراءات السبع ٢/ ١٤٧، ٢١٣ الإتحاف ٢/ ٣٢٥، ٣٨٤.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١١٤.
(٦) رواه الطبراني عن فروة بن مسيك في المعجم الكبير ١٨/ ٣٢٦، ٢٢/ ٢٤٥، والحاكم =

<<  <  ج: ص:  >  >>