للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعيشة: نَصْب عند المازنِيِّ (١) والزَّجّاج (٢) على تقدير حذف حرف الجَرِّ، تقديره: بَطِرت في معيشتها، فلما أسقط الجار تعدى الفعل، فنصب، على حَدِّ قَوْلِهِ تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} (٣)، وغير ذلك.

وقال الفرَّاء (٤): هي نصب على التفسير. وهو بعيد؛ لأنها معرفة، والتفسير لا يكون إلّا نكرةً، وقيل (٥): هي نصب بـ {بَطِرَتْ}، وبَطِرت بمعنى: جهلت، أي: جهلت شكر معيشتها، ثم حُذف المضاف، وقيل (٦): جهلت معيشتها، فانتصابها على هذا الوجه انتصاب المفعول به.

وقوله تعالى: {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا} قال ابن عباس (٧): لم يسكنها إلا المسافر ومارُّ الطريقِ يومًا أو ساعةً.


(١) هو: بكر بن محمد بن حبيب بن بقية، أبو عثمان المازبيُّ، أحد أئمة النحو واللغة والأدب، روى عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد، أخذ عنه المبرد، وتوفِّي بالبصرة سنة (٢٤٨ هـ)، من كتبه: التصريف، العروض، علل النحو. [إنباه الرواة ١/ ٢٨١ - ٢٩١، بغية الوعاة ١/ ٤٦٣ - ٤٦٦، الأعلام ٢/ ٦٩].
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٥٠، وينظر قول المازنيِّ في إعراب القرآن للنَّحاس ٣/ ٢٤٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٦٣، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ٢/ ٩، الفريد للهمداني ٣/ ٧٢١.
(٣) الأعراف ١٥٥.
(٤) معاني القرآن ٢/ ٣٠٨.
(٥) هذا القول حكاه مَكِّيٌّ بغير عزو في مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٦٣، وبه قال العكبَري في التبيان ص ١٠٢٣، وينظر: تفسير القرطبي ١٣/ ٣٠١، البحر المحيط ٧/ ١٢١، الدر المصون ٥/ ٣٤٩، وذهب الكسائي إلى أنه منصوب على التشبيه بالمفعول به كما ذكر ابن مالك في شرح التسهيل ٢/ ١٣٠، وينظر: ارتشاف الضرب ص ١٣٣٨.
(٦) قاله طاهر بن أحمد في شرح جمل الزَّجّاجي ٢/ ٩.
(٧) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٢٥٦، الوسيط ٣/ ٤٠٤، تفسير القرطبي ١٣/ ٣٠١، زاد المسير ٦/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>