للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{غُلِبَتِ الرُّومُ} بفتح الغين واللام {سَيَغْلِبُونَ} بضم الياء وفتح اللام (١).

والبضْعُ: ما بين الثلاث والسبع، وقيل: ما بين الثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلَاثة إلى العشَرة (٢)، والنَّيِّفُ: أكثرُ العرب يجعله ما بين الواحد إلى الثلاثة في المذكر والمؤنث، وقال أبو زيد: وحَدُّ النَّيِّفِ ما بين الواحد إلى التسعة، فإذا قال: لهُ عَلَيَّ نَيِّفٌ وثلاثون، كان ما بين الواحد والثلاثين (٣) إلى التسعة والثلاثين، وكذا قولهم: قد نيَّفَ على كذا.

قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (٤)} يعني: مِن قَبْلِ دَوْلة الرُّومِ على فارسٍ ومِن بَعْدِها، {قَبْلُ} و {بَعْدُ}: ظرفا زمان، وهما مبنيّان، وأصلهما الإعراب، وإنما بُنِيا لأنهما تَعَرَّفا بغير ما تتعرف به الأسماء، وذلك أن الأسماء تتعرَّف بالألف واللام، وبالإضافة إلى المعرفة، وبالإضمار، وبالإشارة، وبالعهد، وليس في {قَبْلُ} و {بَعْدُ} شيءٌ من ذلك، فلما تَعَرَّفا بخلاف ما تتعرَّفُ به الأسماءُ، وهو حَذْفُ ما أضِيفا إليه، خالَفا الأسماءَ، وشابَها الحروفَ، فبُنِيا كما يُبْنَى الحرفُ، وإنما بُنِيا على الضم دون الفتح والكسر؛ لأنهما أشبها المنادى المفردَ، إذ المنادى يُعْرَبُ إذا أُضِيفَ أو نُكِّرَ، كما يُفْعَلُ بهما، فبُنِيا على الضم كما بُنِيَ المنادى المفرد (٤)، وهما مرفوعان


(١) وهي أيضًا قراءة عَلِيِّ بن أبِي طالب وابن عباس ومعاوية بن قرة ونصر بن عَلِيٍّ وعُصْمةَ وهارون، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ٣١٩، مختصر ابن خالويه ص ١١٧، تفسير القرطبي ١٤/ ٤، ٥، البحر المحيط ٧/ ١٥٧.
(٢) ينظر في هذه الأقوال: مجاز القرآن ٢/ ١١٩، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٧٥، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ٣٤٢، معاني القرآن للنَّحاس ٥/ ٢٤٣، تهذيب اللغة ١/ ٤٨٨.
(٣) في الأصل: "والثلاثة".
(٤) من أول قوله: "وقبل وبعد: ظرفا زمان"، قاله مكِّي بنصه فِي مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٧٥، ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>