للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوف، تقديره: وصاحِبْهُما في الدنيا صِحابًا معروفًا، نزلت فِي سعد بن أَبي وقاص وأُمِّهِ أيضًا.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} قال بعض النحاة (١): هذه الكناية راجعة إلى الخطيئة والمعصية، يعني: أن المعصية إن تَكُ، يدل عليه قول مقاتل (٢): قال أَنْعَمُ ابن لقمان لأبيه: يا أَبَتِ! إن عَمِلْتُ بالخطيئة حيث لا يرانِي أَحَدٌ، كيف يعلمها اللَّه؟ فقال: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ. . .} الآيةَ، وفي رواية أخرى، أنه قال لابنه: أَرَأَيْتَ لو كانت حَبّةً من خَرْدَلٍ فِي مَقْلِ البحر، يعني: وَسَطَهُ، أكان اللَّه يعلمها؟ فقال له: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ. . .} هو الآية (٣).

قال الزجاج (٤): المعنى: إن التي سَأَلْتَني عنها إنْ تَكُ مِثْقالَ حَبّةٍ من خَرْدَلٍ، وقال آخرون (٥): هذه الهاء عماد، وإنما أَنَّثَ لأنه ذهب بها إلى الحبة، كقول الشاعر:


(١) هو الأخفش، وهذا ما قاله فِي معاني القرآن ص ٤٣٩، ٤٤٠، وينظر: جامع البيان ٢٤/ ٨٦، الكشف والبيان ٧/ ٣١٤.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٣١٤، زاد المسير ٦/ ٣٢١، القرطبي ١٤/ ٦٦، فتح القدير ٤/ ٢٣٨.
(٣) حكاه الزَّجّاج عن قتادة في معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٩٧، وينظر: الوسيط للواحدي ٣/ ٤٤٣، زاد المسير ٦/ ٣٢١.
(٤) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٩٧، ١٩٨، وهذا على قراءة: {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} بالتاء ونصب المثقال.
(٥) قاله الفرَّاء والنَّحاس، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء ٢/ ٣٢٨، إعراب القرآن ٣/ ٢٨٤، ويَعْنِي بالعماد: ما يُسَمَّى عند البصريين بضمير الشأن، ينظر: مصطلحات النحو الكوفِيِّ ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>