للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواهبة قيل (١): إنها أُمُّ شُرَيْكٍ بنتُ جابر العامريةُ (٢)، وقيل: خَوْلةُ بنتُ الحكيم بن الأوْقَصِ السُّلَمِيّةُ (٣)، وقيل: ميمونةُ بنتُ الحارث (٤).

وقوله: {خَالِصَةً لَكَ}؛ أي: خاصّةً لك {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} فليس لامرأةٍ أن تَهَبَ نفسَها لرجلٍ بغير شهودٍ ولا وَلِيٍّ ولا مَهْرٍ إلا لِلنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذه من خصائصه في النكاح، كالتخيير والعَدَدِ فِي النساء، وما رُوِيَ أنه أعتق صفية، وجعل عِتْقَها صداقَها. ونصب {خَالِصَةً} على الحال (٥)، وقيل (٦):


(١) رَوَى الطبرانيُّ في المعجم الكبير ٢٤/ ٣٥١ أن الواهبة هي أم شريك، وكذلك ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٩٢ كتاب التفسير: سورة الأحزاب، وروى البيهقي أنها خولة بنت حكيم، وذلك في السنن الكبرى ٧/ ٥٥ كتاب النكاح: باب ما أُبِيحَ له -صلى اللَّه عليه وسلم- من الموهوبة، ورَوَى الحاكمُ أنها ميمونة بنت الحارث، وذلك في المستدرك ٤/ ٣٣ كتاب معرفة الصحابة: ذِكْرُ أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأشار ابن حجر إلى تعدد الواهبات، وذلك في فتح الباري ٨/ ٤٠٤، ٩/ ١٦٩.
(٢) هي غزية، أو غزيلة، بنت جابر بن وهب بن حكيم، من بني منقذ بن عبد اللَّه بن لؤي، وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانت قبل ذلك تحت أبِي العَكِرِ. [أسد الغابة ٥/ ٥١٣ - ٥١٤، الإصابة ٨/ ٤١٧، ٤٢٠].
(٣) هي خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، امرأة عثمان بن مظعون، لها صحبة، كانت صالحة فاضلة، وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد وفاة عثمان عنها. [أسد الغابة ٥/ ٤٤٤، تهذيب الكمال ٣٥/ ١٦٤].
(٤) ميمونة بنت الحارث بنِ حَزَفي الهلاليةُ، أُمُّ المؤمنين، آخر امرأة تزوجها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وآخرهن وفاةً، بايعت قبل الهجرة، تزوجها النبي سنة ٧ هـ، وتوفيت سنة (٥١ هـ). [أسد الغابة ٥/ ٥٥٠، الإصابة ٨/ ٣٢٢: ٣٢٤].
(٥) قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٣٣، وينظر أيضًا: البحر المحيط ٧/ ٢٣٤، الدر المصون ٥/ ٤٢٢.
(٦) قاله الفراء، وشبهه بـ "سُنّةَ اللَّه" و"صِبْغةَ اللَّه"، ينظر: معانِي القرآن ٢/ ٣٤٥، وبه قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>