(٢) هذا على مذهب الكوفيين، فإنهم يجيزون العطف على موضع اسم "إنّ" بالرفع قبل مجيء الخبر، والفراءُ منهم أجاز ذلك فيما لا يظهر فيه الإعراب فقط، والباقون منهم أجازوا ذلك في كل حال. قال الفراء: "وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى} [المائدة: ٦٩]، فإن رفع الصابئين على أنه عطف على "الَّذِينَ"، و"الَّذِينَ" حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلما كان إعرابه واحدًا، وكان "إنّ" نصبَا ضعيفًا. . . جاز رفع الصابئين، ولا أسْتَحِبُّ أن قول: إن عبد اللَّه وزيدٌ قائمان لِتبَيُّنِ الإعراب فِي عبد اللَّه، وقد كان الكسائي يجيزه لضعف "إنّ". معانِي القرآن ١/ ٣١٠ - ٣١١. وقد ذهب ثعلبٌ إلى ما ذهب إليه الكسائيُّ، ينظر: مجالس ثعلب ص ٢٦٢. وأما البصريون فإنهم لا يجيزون ذلك مطلقًا، ويُخَرِّجُونَ ما ورد من ذلك على أن المرفوع مبتدأ حُذِفَ خَبَرُهُ، قال سيبويه: "وأما قوله تعالى: "والصّابِئُونَ" فعلى التقديم والتأخير، كأنه ابتدأ على قوله: "والصّابِئُونَ" بعدما مضى الخبر". الكتاب ٢/ ١٥٥. وعلى ذلك فالتقدير عند البصريين في آية الأحزاب: إن اللَّه يصلي، وملائكتُهُ يُصَلُّونَ، وجعله الزجاجي معطوفًا على موضع جملة "إنّ"؛ لأنها داخلة على المبتدأ والخبر، ينظر: أمالي الزجاجي ص ٢٢٦، وابن الشجري يجعل المرفوع مبتدأً، وما بعده خبره، وحُذِفَ خبرُ "إنّ" لدلالهَ الكلام عليه، ينظر: أمالي ابن الشجري ٣/ ١١٣، ١١٤، وينظر في هذه المسألة أيضًا: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ١٩٢، ١٩٤، إعراب القرآن ٣/ ٣٢٣، مجالس العلماء للزجاجي ص ٤٤، الإنصاف للأنباري ص ١٨٥ وما بعدها، شرح الكافية للرضي ٤/ ٣٧٠، ٣٧٢. (٣) هذا عجز بيت من الطويل، وصدره: فَمَنْ يَكُ أمْسَى بِالمَدِينةِ رَحْلُهُ =