للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا قال ذانك المَلَكانِ: لا غفر اللَّه لك، وقال اللَّه تعالى وملائكته جوابًا لذينِكَ المَلَكين: آمين" (١).

ومعنى الصلاة عليه من اللَّه: الرحمةُ والمغفرةُ له، ومن الملائكة: الاستغفارُ له.

ثم أمَرَ اللَّهُ المؤمنين بالصلاة عليه، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ}؛ أي: ادعوا له بالرحمة واستغفروا له {وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قولوا: السلام عليكَ أيُّها النَّبِيُّ؛ لِما رُوِيَ عن كعب بن عُجْرةَ (٢) قال: قلنا: قد عَلِمْنا يا رسول اللَّه السلامَ عليك، فكيف الصلاةُ عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مَجِيدٌ" (٣)، رواه البخاري عن آدم بن أبِي إياسٍ (٤)، ورواه


(١) رواه الطبرانِيُّ عن الحسن بن عَلِيٍّ في المعجم الكبير ٣/ ٨٩، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٦٢، ٦٣، الكشاف ٣/ ٢٧٣، القرطبي ١٤/ ٢٣٣، مجمع الز وائد ٧/ ٩٣ كتاب التفسير: سورة الأحزاب.
(٢) كعب بن عُجْرةَ بن أمية بن عدي البَلَوِيُّ، أبو محمد المدنِيُّ، صحابِيٌّ شهد المشاهد كلها، سكن الكوفة، وتوفِّي بالمدينة سنة (٥١ هـ)، عن خمس وسبعين سنةً، روى سبعة وأربعين حديثًا. [أسد الغابة ٤/ ٢٤٣، الأعلام ٥/ ٢٢٧].
(٣) رواه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٧، ٥/ ٢٧٤، ٤٢٤، والبخاري في صحيحه ٦/ ٢٧ كتاب تفسير القرآن سورة الأحزاب، ٧/ ١٥٦، ١٥٧ كتاب الدعوات: باب الصلاة على النبي، ورواه مسلم في صحيحه ٢/ ١٦ كتاب بدء الأذان: باب الصلاة على النبي بعد التشهد.
(٤) آدم بن عبد الرحمن بن شعيب، أبو الحسن الخراسانِيُّ البغدادي الإمام الحافظ القدوة، شيخ الشام، كان ثقة مأمونًا متعبِّدًا، روى عنه البخاري وغيره، توفِّي سنة (٢٢٠ هـ). [سير أعلام النبلاء ١٠/ ٣٣٥، تهذيب الكمال ٢/ ٣٠١].

<<  <  ج: ص:  >  >>