للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به قبل أن يخلق السماء والأرض بألفي عامٍ: يا محمَّدُ إنّك لَمِنَ المرسلين. وقال السيد الحِمْيَرِيُّ (١) في المعنى:

١٦٥ - يا نَفْسُ لا تَمْحَضِي بِالنُّصْحِ مُجْتَهِدًا... عَلَى المَوَدّةِ إلَّا آلَ ياسِينا (٢)

وقيل (٣): معناه: يَأْسٌ لِمَنْ كَذَّبَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الجنة، وقيل (٤): مَجازُها مَجازُ سائِرِ حُرُوفِ التَّهَجِّي في أوائل السور، وقال الكلبي (٥): الإيسانُ بالياء: لغة طيِّئٍ، ويَجْمَعُونَهُ أياسِينَ، وهكذا قال الشعبي، واللَّه أعلم.

فإن قيل: لِمَ عُدَّ "يس" آية، ولَمْ يُعَدَّ "طس" (٦)؟ فالجواب أن "طس"


(١) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مُفَرِّغٍ الحميريُّ، أبو هاشم أو أبو عامر، شاعر إمامي متقدم كثير الشعر، ولكن الناس انصرفوا عن شعره لإفراطه فِي النيل من الصحابة وأزواجِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان متعصبًا لبني هاشم، توفي ببغداد سنة (١٧٣ هـ). [طبقات فحول الشعراء ص ٣٢: ٣٦، الأعلام ١/ ٣٢٢].
(٢) البيت من البسيط للسيد الحميري، وليس في ديوانه، ويُرْوَى:
لا تَمْحَضِي بِالنُّصْحِ جاهِدةً
التخريج: الكشف والبيان ٨/ ١٢٠، المحرر الوجيز ٤/ ٤٤٥، عين المعانِي ١٠٩/ أ، القرطبي ١٥/ ٤، حماسة الظرفاء ٢/ ١٨٧، البحر ٧/ ٣١٠، مناقب أهل البيت ص ٨٩، روح المعانِي ٢٢/ ٢١١.
(٣) بغير عزو في عين المعانِي ورقة ١٠٩/ أ.
(٤) قاله أبو عبيدة والزجاج، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ١٥٧، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٧٧، وقد عقد الزجاج بابًا أورد فيه أكثر آراء العلماء في الحروف المقطعة في أول كتابه معانِي القرآن وإعرابه ١/ ٥٩ وما بعدها.
(٥) ينظر قوله في المحتسب ٢/ ٢٠٣، وأنشد ابن جني شاهدًا لذلك:
فَيا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ فاطا وَأهْلِها... هَلَكْتُ، وَلَمْ أسْمَعْ بِها صَوْتَ إيسانِ
وينظر أيضًا: التهذيب ١٣/ ٩٠، اللسان: أنس، وللكلبي والشعبي فِي عين المعانِي ١٠٩/ أ.
(٦) النمل ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>