للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل (١): على إضمار الفعل المتروكِ إظْهارُهُ، والمَرْحَبُ والرَّحْبُ: السَّعةُ والسَّهْلُ ضِدُّ الوَعْرِ، ومنه: رَحُبَتِ الدّارُ والمسجدُ، قال أبو عبيدة (٢): تقول العرب للرجل: لا مرحبا بك أي: لا رَحُبَتْ عليك الأرضُ، يعني: اتَّسَعَتْ.

وقد رَحَّبَ به تَرْحِيبًا: إذا قال له: مَرْحَبًا، وقال القُتَيْبِيُّ (٣): معنى قولهم: مَرْحَبًا وأهْلًا وسَهْلًا؛ أي: أتَيْتَ رَحْبًا أي سَعةً، وأتَيْتَ سَهْلًا لا حَزَنًا، وأتَيْتَ أهْلًا لا غُرَباءَ، فَأْنَسْ ولا تَسْتَوْحِشْ.

وهي فِي مذهب الدعاء، كما تقول: لَقِيتَ خَيْرًا؛ ولذلك نُصِبَ، قال النابغة:

٢٠٢ - لا مَرْحَبًا بِغَدٍ وَلا أهْلا بِهِ... إنْ كانَ تَفْرِيقُ الأحِبّةِ فِي غَدِ (٤)

فنصبه على المصدر.

قوله: {قَالُوا} يعني الأتباع {رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا}؛ أي: شَرَعَهُ وسَنَّهُ لنا {فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١)} على عذابنا، قال ابن مسعودٍ: يعني حَيّاتٍ وعَقارِبَ وأفاعِيَ {وَقَالُوا} صناديد قريش وهم فِي النار {مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢)} في دار الدنيا، يعني فقراء المؤمنين {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا}


(١) هذا قول سيبويه، قاله في الكتاب ١/ ٢٩٥، ٣٢٨، وهو قولٌ ثانٍ للمبرد، قاله في المقتضب ٤/ ٣٨٠، وينظر أيضًا: الأصول لابن السراج ١/ ٣٩٤.
(٢) مجاز القرآن ٢/ ١٨٦.
(٣) غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢٠٠، وهو قول حكاه ابن قتيبة عن الأصمعي.
(٤) البيت من الكامل، للنابغة من قصيدة يصف فيها المتجردة.
التخريج: ديوانه ص ٩٠، الكشف والبيان ٨/ ٢١٤، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٢٣، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ١٠٨، اللسان: غدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>