للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - ذهب إلى أنّ العاملَ في "إِذا" هو فعلُ الشَّرط، بينَما ذهبَ الجمهورُ إلى أنّ العاملَ فيها هو جوابُ الشَّرط، ففي قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (١)، قال الجِبْلي (٢): "ولا يَجوز أن يكونَ العاملُ في "إِذا": {بَصِيرًا}، كما لا يَجُوزُ: اليومَ إِنَّ زيْدًا خارِجٌ، ولكنّ العاملَ فيها {جَاءَ} لشِبْهِها بِحُرُوفِ المُجازاة، وقد يُجازَى بها، كما قال قيسُ بن الخَطيم:

إِذا قَصُرَتْ أسيافُنا كان طُولُها... خُطانا إلى أعْدائِنا فنُضارِبِ".

وفي قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} (٣)، قال الجِبْلي (٤): " {إِذَا} في موضع نَصْبٍ بـ {جَاءَكَ}، إلّا أنّها غيرُ معرَبة لِتَنَقُّلِها، وفي آخِرها أَلِفٌ، والأَلِفُ لا تُحَرَّكُ".

١٠ - اختار قولَ الكوفيِّين والأخفَش في جواز زيادة "مِنْ" في الكلام الموجَب، ففي قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} (٥)، قال الجِبْلي (٦): {مِنْ} هاهنا: صلةٌ، معناه: يَغْفِرْ لكم ذُنُوبَكُم، ولم تدخُلْ لتبعيضِ الذّنوب، كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (٧)؛ أي: اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ الذي هو الأَوْثانُ".

١١ - اختار رأيَ الكِسائي في أنّ "إِنْ" في قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} (٨)


(١) فاطر ٤٥.
(٢) البستان ٢/ ١٥١.
(٣) المنافقون ١.
(٤) البستان ٣/ ٤٢٢.
(٥) نوح ٤.
(٦) البستان ٤/ ٨٣.
(٧) الحج ٣٠.
(٨) الأعلى ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>