للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنسان العين (١): هو حالٌ، نحو: رَأيْتُ زيدًا أمْرُهُ مُسْتَقِيمٌ، وقُرِئَ: "وُجُوهَهُمْ" (٢) بالنصب على البدل، و"مُسْوَدّةً" حال (٣)، {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)} المتكبرين عن الإيمان.

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني: مفاتيح خزائن السماوات والأرض، واحدها مِقْلادٌ مثل مِفْتاحٍ ومَفاتِيحَ، ومِقْلِيدٌ مثل مِنْدِيلٍ


(١) قاله في عين المعانِي ورقة ١١٥/ أ، وهو يعني أن جملة {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: ٦٠]، حال بتقدير الواو؛ لأن "رَأى" هنا بَصَرِيّةٌ، وقد خَلَتِ الجملةُ من الواو لأن فيها ضميرًا يعود على صاحب الحال، وما قاله السجاوندي هنا موافق لِما قاله سيبويه في الكتاب ١/ ١٥٥، كما جَوَّزَ سيبويه والفارسيُّ والزمخشريُّ أن تكون "رَأى" هنا عِلْمِيّةً، وعلى هذا فجملة: "وُجُوهُهُمْ مُسْوَدّةٌ" في موضع نصب على أنها مفعول ثانٍ لـ "تَرَى"، ينظر: المسائل الحلبيات ص ٦٣، كشف المشكلات ٢/ ٢٧٤، الفريد ٤/ ١٩٧، وقد استبعد أبو حيان هذا الوجه، فقال: "وهو بعيد؛ لأن تَعَلُّقَ البَصَرِ برؤية الأجسام وألوانها أظْهَرُ من تعلق القلب". البحر المحيط ٧/ ٤١٩، وينظر أيضًا: الدر المصون ٦/ ٢١.
(٢) لم أقف على صاحب هذه القراءة، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٤٢٤، البحر المحيط ٧/ ٤١٩.
(٣) هذا أيضًا من كلام السجاوندي، وعلى هذا يكون "وُجُوهَهُمْ" بَدَلَ اشتمالٍ من "الَّذِينَ"، و"مُسْوَدّةً" حالًا منه، وهذا أيضًا موافق لما قاله ذكر سيبويه، فقد قال: "وتقول: جعلتُ مَتاعَكَ بَعْضَهُ فوقَ بعضبى، فله ثلاثة وجوه في النصب: إن شئتَ جعلت "فَوْقَ" في موضع الحال، كأنه قال: علمت مَتاعَكَ وهو بَعْضُهُ على بعض، أي: في هذه الحال، كما جعلت ذلك في "رأيت" من رؤية العين، وإن شئت نصبته على ما نصبت عليه: رأيتُ زيدًا وَجْهَهُ أحْسَنَ من وجه فلان". الكتاب ١/ ١٥٦، ١٥٧، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٤٢٤، معانِي القرآن للأخفش ص ٤٥٦، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٩، المسائل الحلبيات ص ٦٣، الفريد ٤٤/ ١٩٧، وقد أعربه العكبري بَدَلَ بَعْضٍ من كُلِّ في إعراب القراءات الشواذ ٢/ ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>