للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطُبِعَ بِطابَعِ الشهداء، فهذا تفسير المقاليد" (١).

قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤)} "غَيْرَ" نصب بـ {أَعْبُدُ} تقديره: أأعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ فيما تأمرونني أيها الجاهلون؟ (٢)، وقال صاحب إنسان العين (٣): {أَفَغَيْرَ} منصوب بـ {تَأْمُرُونِّي}، و {أَعْبُدُ} ارتفع بحَذْفِ "أنْ"، و"أنْ" وما بعده في معنى المصدر أي: عِبادَتَهُ، وهو بدل اشتمال "غَيْرَ كقوله: "إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ (٤)، والمراد: بِأنْ أعْبُدَ، حُذِفَ الباءُ كما في قولهم:

أمَرْتُكَ الخَيْرَ. . . . . . . . . . (٥)

قال (٦): ولا يحسن نصب {أَفَغَيْرَ} بـ {أَعْبُدُ}؛ لأنه في تقدير الصلة، لا يعمل فيما قبله (٧)، و {تَأْمُرُونِّي} معترض، أي: أأعْبُدُ غَيْرَ اللَّه فيما تَأْمُرُونِّي؟ فلا مَحَلَّ لـ {أَعْبُدُ} من الإعراب.


(١) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ١/ ١١٨، ٤/ ٢٣١ - ٢٣٢، وابن الجوزي في الموضوعات ١/ ١٤٥، وقال: "هذا الحديث من الموضوعات الباردة التي لا تليق بمنصب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٢٤٩ - ٢٥٠، عين المعانِي ورقة ١١٥/ أ عن عَلِيِّ بن أبِي طالب، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٧٦.
(٢) هذا قول الخليل وسيبويه والكسائي والأخفش، ينظر: الكتاب ٣/ ١٠٠، معانِي القرآن للأخفش ص ٤٥٧، وينظر قول الكسائي في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٢٠، وينظر أيضًا: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٦١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٦٠.
(٣) عين المعانِي ورقة ١١٥/ ب.
(٤) الكهف ٦٣.
(٥) تقدم هذا البيت برقم (١٠٨)، ٢/ ٢٢.
(٦) يعني صاحب إنسان العين.
(٧) يعني أن "أعْبُدُ" كان فِي الأصل منصوبًا بـ "أنْ" فلما حذفت "أنْ" ورُفِعَ الفعلُ فكأنه لا يزال في صلة "أنْ"، قال المبرد: "وهذا قَوْلٌ آخَرُ وهو حذف الباء كما قال:
أمَرْتُكَ الْخَيْرَ فافْعَلْ ما أُمِرْتَ بِهِ... فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذا مالٍ وَذا نَشَبِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>