للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الإيمان وهم القادة {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} يعني: على دِينكم في الدنيا {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا}؛ أي: حاملون عنا باتباعنا إياكم {نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (٤٧)} يعني: بعض العذاب، والتَّبَعُ يكون واحدًا وجمعًا فِي قول نحاة البصرة، واحده: تابع (١)، وقال أهل الكوفة (٢): هو جمع لا واحد له كالمصدر، وجمعه أتباعٌ، وقيل (٣): هو مصدرٌ فِي موضع خَبَرِ "كان"؛ ولذلك لَمْ يُجْمَعْ.

قوله: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} وهم القادة للضعفاء، وهم الأتباع: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا}؛ أي: فِي النار نحن وأنتم {إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (٤٨) أي: فَصَلَ بينهم، وقوله: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} قرأه العامة برفع {كُلٌّ} على الخبر؛ لأنه ابتداءٌ تقديره: كُلُّنا فيها، وقرأ ابن السَّمَيْفَع: "إنّا كُلًّا فِيها" (٤) بالنصب، جعلها نعتًا وتأكيدًا لـ {إِنَّا} (٥).


(١) قال أبو عبيدة: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} [غافر: ٤٧]: جميع تابع، خرج مخرج غائِبٍ وغَيَبٍ". مجاز القرآن ١/ ٣٣٩، وينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٦١، جامع البيان ٢٤/ ٩٢، تهذيب اللغة ٢/ ٢٨٢، الكشف والبيان ٨/ ٢٧٨، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٢١.
(٢) ينظر قولهم في جامع البيان ٢٤/ ٩٢، الكشف والبيان ٨/ ٢٧٨، عين المعانِي ورقة ١١٦/ ب، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٢١.
(٣) ويكون هذا المصدر على تقديرِ مضافٍ، أي: ذَوي تَبَعٍ، أو يكون في موضع اسم الفاعل، أي: تابعين، وهذا قول النَّحّاسِ وَمَكِّيِّ بن أَبِي طالب، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٣٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٦٦، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١١٢١، الفريد للهمداني ٤/ ٢١٦، الدر المصون ٦/ ٤٥.
(٤) وهي أيضًا قراءة عيسى بن عمر، ينظر: القرطبي ١٥/ ٣٢١، البحر ٧/ ٤٤٨.
(٥) هذا قول الكسائي والفراء في توجيه هذه القراءة، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٠، وقول الكسائي حكاه النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٣٦، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٦٧، القرطبي ١٥/ ٣٢١، وهذا ممنوع عند البصريين لأن الضمير لا يُنْعَتُ، وقال مَكِّيٌّ: "وَوَجْهُ قولِهِما أنه تأكيد للمضمر، والكوفيون يُسَمُّونَ التأكيد نعتًا". مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>