للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفي الحديث فوائد ليس هذا موضعها.

قوله: "وَأَرْهَنَهُ دِرْعَهُ": كذا في أصلنا وعليه ضبة، وكأنه استشكله، ولا إشكال فيه؛ فإنه يقال: رهن الشيء عند فلان، ورهنتُه الشيء وأرهنتُه لشيء بمعنى.

قال عبد الله بن همام السلوي:

فلما خشيت أظافيرهم نجوت وأرهنتهم مالكًا

قال ثعلب: الرواة كلهم على "أرهنتهم" على أنه يجوز رهنته وأرهنته، إلا الأصمعي فإنه رواه: "وأرهنهم مالكًا" على أنه عطف بفعل مستقبل على فعل ماضٍ، وشبهه بقولهم: قمتُ وأصُكُّ وجهه، وهو مذهب حسن؛ لأن الواو واو حال، فتجعل أصك حالا للفعل الأول، على معنى قمت صاكًا وجهَه، أي تركته مقيمًا عندهم، ليس من طريق الرهن؛ لأنه لا يقال: أرهنت الشيء، وإنما يقال: رهنته، فكان معنى الكلام: وأرهن اليهودي درعه، والله أعلم.

قوله: "دِرْعهُ": هذه الدرع هي ذات الفُضول، قاله أبو عبد الله محمد بن أبي بكر التلمساني في كتابه الجوهر، كذا قال بعض مشايخي فيما قرأته عليه، ورأيته أنا صرح به ابن القيم في الهدي في أوائله (١).


(١) زاد المعاد ١/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>