عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسولُ الله ﷺ: "نَضَّرَ الله امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبُّ حَامِلِ فِقْهٍ غَير فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ". زَادَ فِيهِ عَليُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: "ثَلَاثٌ لَا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ العَمَلِ لله، وَالنُّصْحُ لأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جماعَتِهِمْ". [د: ٣٦٦٠، ت: ٢٦٥٦].
٢٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ رَسولُ الله ﷺ بِالخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: "نَضَّرَ الله امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ". [رَ:٣٠٥٦].
١٨ - مَنْ بَلَّغَ عِلمًا
٢٣٠ - قوله: "نَضَّرَ الله امْرَءًا": هو بتخفيف الضاد وتشديدها، أي حسَّنه وجمَّله، وهو من النّضارة.
قوله: "لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ": هو مِن الإغلال وهو الخيانة في كل شيء.
ويُروى بفتح الياء من الغِل وهو الحقد، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق.
ويروى يَغِلُ بالتخفيف من الوغول الدخول في الشر.
والمعنى: إن هذه الخلال الثلاث تُستصلح بها القلوب، فمَن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر.
و"عليهن" في موضع الحال؛ تقديره: لا يغل كائنًا عليهن قلب المؤمن.
وفي أصلنا: "لا يُغَلّ" بضم الياء وفتح العين، وهو مبنيٌ من غلّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute