للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ زيدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ الله قَالَ: "إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ". [خ: ٥٦٣٤، م: ٢٠٦٥].

١٧ - بَاب الشُّرْب فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ

٣٤١٣ - قوله: "إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ": أي يجرجر فيها نار جهنم، فجعل الشرب والجرع جرجرةً، وهي صوت وقوع الماء في الجوف.

قال ابن الأثير: قال الزمخشري: يروى برفع النار، والأكثر النصب، انتهى.

وفي بعض طرق مسلم: "نارًا من جهنم"، وهذا يقوي رواية النصب.

قال: وهذا الكلام مجاز؛ لأن نار جهنم على الحقيقة لا تجرجر في جوفه، والجرجرة صوت البعير عند الضجر، ولكنه جعلَ صوتَ جرع الإنسان للماءِ في هذه الأواني المخصوصة، لوقوع النهي عنها، واستحقاق العذاب على استعمالها، كجرجرة نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه الرفع.

وقد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار.

فأما على النصب فالشاربُ هو الفاعل والنار مفعوله، يقال: جرجر فلان الماءَ إذا جرعه جرعًا متواترًا له صوت، والمعنى كأنما يجرع نار جهنم (١).


(١) النهاية ١/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>