فَمَكَثْتُ حِينًا أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُ، ثُمَّ قُلتُ فِي نَفْسِي: وَالله إِنَّ ذَا لَعَجْزٌ، إِنِّي أَسْمَعُهُ كُلَّمَا سَمِعَ أَذَانَ الجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُ لأبِي أُمَامَةَ وُيصَلِّي عَلَيْهِ، وَلا أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ لِمَ هُوَ؟ فَخَرَجْتُ بِهِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ إِلَى الجُمُعَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ الأذَانَ اسْتَغْفَرَ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، فَقُلتُ لَهُ: يَا أَبَتَاهُ، أَرَأَيْتَكَ صَلاتَكَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، كُلَّمَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ بِالجُمُعَةِ لمَ هُوَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِنَا صَلاةَ الجُمُعَةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ الله ﷺ مِنْ مَكَّةَ فِي نَقِيعِ الخَضِمَاتِ، فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ، قُلتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ رَجُلًا. [د: ١٠٦٩].
١٠٨٣ - حَدَّثَنَا عِليُّ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالا: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أَضَلَّ الله عَنِ الجُمُعَةِ مَنْ كانَ قَبْلَنَا، كانَ لِليَهُودِ يَوْمُ
قوله: "فِي نَقِيعِ الخَضِمَاتِ": أما "نقيع" فهو بالنون، وهي قرية بقرب المدينة على ميل من منازل بني سلمة.
و"الخضمات" بالخاء المعجمة المفتوحة ثم بالضاد المعجمة المكسورة.
قوله: "في هَزْمٍ": هو بفتح الهاء وسكون الزاي وفي آخره ميم، وهو موضع بالمدينة، وفي معجم البلدان لأبي عبيد أن سعيدًا رواه بالراء.
قوله: "مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ": هي قرية على ميل من المدينة، وبنو بياضة بطن من الأنصار.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute