كانت أقوال العلماء في هذه المسألة مضطربة لا تكاد تأتي على شيء تطمئن إليه كثيرًا.
وعلى كل حال نحن نقول: الربا حرمه الله ورسوله، سواء كان ذلك عن طريق الأثر أو عن طريق النظر والقياس.
قوله:{وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}، {وَقَدْ} الواو هنا للحال، يعني: والحال أنهم {قَدْ نُهُوا عَنْهُ} وبلغوا، وقامت عليهم الحجة، لكنهم أخذوه، والناهي عنه هو الله ورسله.
الوصف الرابع:{وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} يعني أنهم استولوا على أموال الناس، فالمراد بالأكل هنا الإستيلاء سواء استولوا فأكلوه، أو لبسوه أو عمَّروا، أو فعلوا أي شيء.
وقوله:{بِالْبَاطِلِ}، "الْبَاطِلِ" كل ما خالف الشرع فهو باطل، سواء أخذوه عن طريق الغش، أو عن طريق الكذب، أو عن طريق الجهل بالمبيعات، أو عن طريق كتم الحق، أو ادعاء ما ليس لهم، المهم أن المراد {بِالْبَاطِلِ} كل ما أخذ بغير حق.
وقوله: {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} يحتمل أن تكون معطوفة على ما سبق، ويكون العامل هو {حَرَّمْنَا} يعني: وحرمنا عليهم طيبات أحلت لهم بصدهم عن سبيل الله كثيرًا وأخذهم الربا ... إلخ، ويحتمل أن العامل محذوف، والتقدير: وعذبناهم بصدهم عن سبيل الله كثيرًا، وأخذهم الربا وقد نهوا عنه، ويدل عليه قوله:{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
يخبر الله في هذه الآية الكريمة: أن هؤلاء اليهود الذين ظلموا أنفسهم، حرم الله عليهم بعض الطيبات لا كل الطيبات،