وهل مريم وموسى بن عمران أخوان؟ لأنها مريم بنت عمران، وهو موسى بن عمران؟
الجواب: أورد هذا الإشكال على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم"(١) يعني: أن موسى بن عمران ليس أخًا لمريم بنت عمران، فعمران الذي هو أبو موسى لا نعلم أنه نبي، لكنه أبو نبي، فكان هذا الإسم شائعًا في بني إسرائيل، فسمي أبو مريم عمران.
قوله:{وَرُوحٌ مِنْهُ} هل معناه أنه ريح منه، وهو ما حصل بالنفخ من جبريل، أو أنها روح منه أي: أن روحه مخلوقة من الله عزّ وجل، أو الأمران؟
الجواب: الأمران؛ لأنهما لا يتنافيان، فإن جبريل نفخ في فرجها، والنفخ ريح، وكذلك عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام جسد نفخت فيه الروح فصار إنسانًا.
ولهذا سماه الله تعالى روحًا يغلب على دينه المسالك الروحية والرهبانية وما أشبه ذلك.
وقوله:{وَرُوحٌ مِنْهُ} من الله، و"من" هنا ليست للتبعيض قطعًا، وقد استدل بها النصارى على أن عيسى جزء من الله، وجعلوا "من" للتبعيض؛ وذلك لأنهم زائغون، والزائغون هم الذين يتبعون ما تشابه من الأدلة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
وذُكر أن نصرانيًا استدل بها على أن عيسى جزء من الله، وقال: إن قرآنكم يدل على ما قلنا من أن عيسى جزء من الله، وكان عنده أحد العلماء فتلا هذه الآية {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا