للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض، وإن كان الحر أشرف وأعلى، وأتى بهذه الجملة المؤكدة للتساوي في البشرية؛ لأنه يوجد عند العرب أنفة عظيمة أن يتزوج الحر أمة فخفف الله ذلك عنهم وقال: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} فأنت لست تنكح إلا إنسانة فأنت معها: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}.

قوله: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}: الهمزة في قوله: {فَانْكِحُوهُنَّ} همزة وصل؛ لأنها من "نكح"، أما قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور: ٣٢] فهي همزة قطع؛ لأنها من الرباعي "أنكح".

وقوله: {فَانْكِحُوهُنَّ} أصل النكاح الإجتماع؛ لأن بعقده يكون اجتماع الزوج والزوجة، وكذلك اجتماع الأصحاب بعضهم إلى بعض، وقد قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: ٥٤].

وهمزة: {فَانْكِحُوهُنَّ} همزة وصل؛ لأنها من الثلاثي "نكح".

قوله: {بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}، أي: برضاهم، والإذن بمعنى السماح والرضا، والمراد بأهلهن أسيادهن، وذلك أن الأمة لا تملك نفسها، ولا يملكها وليها في النسب، وإنما يملكها وليها بالسبب، أي مالكها، ولذلك يزوج الأمة سيدها ولا يزوجها أبوها؛ لأن ولاية السيد أقوى من ولاية الأب، ولذلك قال: {بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}، وهم أسيادهن.

قوله: {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، أي: أعطوهن؛ لأنها من الرباعي وآتى الرباعي بمعنى أعطى، كما قال تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: ١٧٧] أي: أعطى المال، بخلاف أتى

<<  <  ج: ص:  >  >>