للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقد إحصان لا زنا، لكن لخطر هذا الأمر أكده الله سبحانه بقوله: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}، والمسافح الزاني والعياذ بالله، وسمي مسافحًا لأنه ليس له هم إلا سفح الماء في القبل، فلا يريد أولادًا، ولا عشرة، ولا مودة، وإنما هو كالتيس يريد أن يقضي نهمته فقط.

قوله: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}، الأخدان: جمع خِدْن أو خَدَن، والمراد به ما يعرف عند الكفرة بالصديق والصاحب، فإنه في بلاد الكفر تتخذ المرأة صديقًا صاحبًا يفعل بها ما يفعل الرجل بامرأته ما عدا الجماع، وربما تصل الحال إلى الجماع، والإماء لما كن لا يهتممن بهذا الأمر، قيد الله ذلك بقوله: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}، أما الحرائر فإنه يبعد فيهن الزنا، حتى قيل: إن هندًا بنت عتبة لما بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء: "على ألا يسرقن ولا يزنين" قالت: "يا رسول الله! أو تزني الحرة" (١)، وهو ضعيف لكن ذكره بعض العلماء.

قوله: {فَإِذَا أُحْصِنَّ}؛ أي: أحصنهن من يُحصِّنهن، وفي قراءة "أَحْصَنَّ" أي: أحصن أنفسهن.

واختلف المفسرون في المراد بالإحصان، فقال بعض العلماء: إنها على قراءة الفتح "أَحْصَنَّ" بمعنى أسلمن، و {أُحْصِنَّ} بمعنى نُكحن، وقال بعض العلماء: هما بمعنى واحد، وأن معنى أَحصَنَّ؛ أي: صرن ذوات إحصان، كما يقال أنجد أي دخل نجدًا، أما على قراءة الضم {أُحْصِنَّ} فالأمر ظاهر


(١) رواه أبو يعلى (٨/ ١٩٤) (٤٧٥٤) عن عائشة، وابن جرير (١٢/ ٧٣) عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>