{الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}[الفاتحة]، فيقول: أثنى علي عبدي، ويقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} [الفاتحة] فيقول: مجدني عبدي، ويقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة] فيقول: هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، ويقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} [الفاتحة] فيقول: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (١)، فما كان هذا شأنه فإنه يجب أن يعتنى به، وأن يدخل الإنسان فيه وهو على أتم ما يكون صحوة، وأتم ما يكون يقظة.
والصلاة: اسم جنس تشمل صلاة الفريضة وصلاة النافلة.
وقوله:{سُكَارَى} جمع سكران، والسكران: من زال عقله على سبيل الطرب والنشوة، وبهذا يظهر الفرق بين السكران والمغمى عليه والمبنج وما أشبهه، فالسكران يتغطى عقله لكن يجد طربًا ولذة ونشوة حتى يتخيل أنه ملك من الملوك، كما قال شاعر الجاهلية:
وكما وقع لحمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - حين شرب الخمر، قبل أن تحرم حتى سكر، فمر به بعيران ناضحان لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وكان عنده مغنية تغنيه فقالت:
ألا يا حمزُ للشرف النواء
فهيجته فأخذ السيف وجب أسنمة البعيرين وبقر بطونهما، وأخرج أكبادهما، فجاء علي - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشتكي، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حمزة - رضي الله عنه -، فلما جاء إليه وجده لم
(١) رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث رقم (٣٩٥) عن أبي هريرة.