للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعرفون صفته في التوراة والإنجيل، ويعرفون أنه أفضل نبي، وكانوا يظنون أنه سيكون من بني إسرائيل على غير الأصل؛ لأنهم لو رجعوا للأصل لوجدوا أن التوراة والإنجيل صرحت بأنه يبعث من أم القرى.

ويقول المؤرخون: إن تجمع اليهود في المدينة إبان بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كان بناءً على أنهم يعلمون أن مهاجره هي المدينة، فقالوا نستقبله ونؤمن به، فاليهود حرفوا الكلم عن مواضعه بالنسبة لرسالة عيسى عليه السلام وبالنسبة لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}: وهذا غاية ما يكون من المحادة لله عزّ وجل ورسله، أن يقول البشر: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، والعصيان مخالفة الأمر؛ أي: الخروج عن الطاعة، إن كان أمرًا فبتركه، وإن كان نهيًا فبارتكابه هذه المعصية.

قوله: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}؛ يقولون للرسول - صلى الله عليه وسلم -: اسمع غير مسمع؛ أي: اسمع أصمك الله حتى لا تسمع، وهذا معنى "غير مسمع"؛ أي: اسمع قولنا حال كونك غير مسمع، والذي لا يسمع هو الأصم، فيدعون عليه بالصمم ويسخرون به؛ لأنهم إذا كانوا يدعون عليه بالصمم فكيف يقولون: اسمع.

وقيل: المعنى اسمع غير مسمع ما تكرهه، لكن هذا بعيد عن سياق الآية، وبعيد عن حال اليهود.

ويحتمل أن يكون المعنى: اسمع غير مسمع ما يسرك؛ أي: سنقول لك ما يسوؤك، كما قالوا: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، ولكن هذا يحتاج إلى دليل، وذلك لأن فيه حذفًا يحتاج إلى تقدير؛ أي: غير

<<  <  ج: ص:  >  >>