للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بثلاث مؤكدات، {لَتَدْخُلُنَّ}، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قال له عمر - رضي الله عنه -: ألست تقول: إننا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أقلت لك هذا العام؟ " قال: لا، قال: "إنك آتيه ومطوَّف به" (١) قال ذلك في المحاورة بينه وبين عمر - رضي الله عنه - في مسألة صلح الحديبية.

ومن ذلك أيضًا قول زائر المقبرة: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" (٢)، فإن اللحوق بهم مؤكد، والموت لا ينكره أحد، لكن المراد بـ "إن شاء الله"؛ أي: لاحقون بمشيئة الله، فمتى شاء الله لحقنا بكم.

الثالثة: إذا كان قصده بإن شاء الله دفع التزكية؛ أي: دفع تزكية النفس، وأنه يخشى على نفسه أنه إن لم يقل: إن شاء الله صار في نفسه شيء من التزكية، فهنا يكون قوله: إن شاء الله واجبًا.

وهذا التفصيل هو الذي تجتمع به الأدلة.

٣ - أن تزكية الغير لا بأس بها؛ لأن النهي أو الإنكار منصب على تزكية النفس، أما لو زكى غيره فإن ذلك لا بأس به، وهنا لا يزكي غيره بمجرد المظهر، ولا بد من خبرة، فلا يكفي أن ترى مظهر الشخص وتقول: إنه عدل ثقة، بل لا بد من خبرة؛


(١) رواه البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب، حديث رقم (٢٥٨١) من حديث المسور بن مخرمة ومروان.
(٢) رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، حديث رقم (٢٤٩) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>