المقاهي وفي كل مكان، فهل نقول للناس: لا تحذروا الناس منها بناءً على أن ولي الأمر سمح بها؟ الجواب: لا، بل يجب أن نحذر الناس منها، لكن لا ينتقد ولي الأمر بإقراره إياها، بل ينصح، وتقدم له النصيحة.
قد يقول قائل: أيهما أقوى: سلطان الأمراء أو سلطان العلماء؟
والجواب: بالنسبة للتنفيذ سلطان الأمراء أقوى؛ لأنهم يستطيعون أن يجبروا الناس على أي شيء، والعلماء لا يستطيعون، وأما بالنسبة لما تقتضيه الشريعة وللحكم الشرعي فالعلماء أقوى بلا شك؛ لأن الأمراء يأخذون من العلماء.
فإذا قال بعض الناس: أبايع العلماء فقط.
فنقول: لا يجوز، حتى العلماء لا يرضون بهذا، والعلماء يرون أنه تجب البيعة لمن ولّاه الله أمرنا على ما فيه من الأمور التي قد لا ترضى.
٩ - محبة الله عزّ وجل للنظام، والإنضمام والإنزواء تحت رعاية واحدة، لقوله:{وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}؛ لأن الناس لو لم يكن لهم ذو أمر مطاع لصارت أمورهم فوضى، ولهذا يقول الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
فلا بد من أمير، ولا بد من قائد، ولا بد من موجه، حتى الحيوانات العجم لا بد لها من أمير.
كانت الطيور منذ زمن بعيد - لم ندركه لكن ينقل لنا - تأتي فرقًا كثيرة يعني: يجتمع ثلاثون، أو أربعون طيرًا أو خمسون طيرًا، لكن لا يمكن أن تطير في جو السماء إلا بقائد يطير أمامها، وتتبعه.