للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهما فروا من إنكار الرضا فإنه سوف يكون لازمًا لهم، مع المعاناة والتحريف لا يمكن أن ينفلتوا منه إطلاقًا، ولهذا نجد أن أريح المذاهب وأسهلها هو مذهب أهل السنة والجماعة، مذهب السلف الذين يقولون: ما أثبته الله لنفسه أثبتناه، وما نفاه عن نفسه نفيناه، فنقول: نحن نثبت الرضا لله عزّ وجل كما أثبته لنفسه، وننفي عنه المثل كما نفاه عن نفسه، فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] وننفي التكييف أيضًا؛ لأنه لا علم لنا به، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: ٣٦] فتجد مذهب السلف سهلًا ليس فيه قلق، وليس فيه تناقض، وإنما التناقض عند أهل التحريف من المعتزلة وغيرهم.

١٠ - إثبات صفات الفعل في قوله: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

١١ - أنه لا ينبغي للإنسان أن يستعجل الثواب، إذ قد يؤخر الله الثواب لحكمة، وتؤخذ من قوله: {فَسَوْفَ} الدالة على التسويف، وهي تدل على التحقيق، لكن تدل على أن الشيء ليس منتظرًا قريبًا، بل ولو على المدى البعيد، ولهذا لا تستعجل ثواب الله، بل ولا تستعجل إجابة الله للدعاء، كما جاء في الحديث: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي" (١) وكذلك انتظار الثواب لا تستعجل به.


(١) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، حديث رقم (٥٩٨١)؛ ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل ... ، حديث رقم (٢٧٣٥) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>