للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعكس لو يفعل أدنى شيء من المعاصي أيس وقنط من رحمة الله، فغلب جانب الخوف.

٢ - أنه لا فرق بين الرجال والنساء فيما يستحقون من الجزاء، ووجه الدلالة: قوله: {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} ثم ذكر الجزاء فقال: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}، لكن من حيث العمل فإن بينهما فرقًا، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" (١)، ثم فسر النقصان في دينها بأنها إذا حاضت لم تصل ولم تصم، أما الجزاء على العمل فهما سواء.

٣ - أنه لا بد لقبول العمل أن يكون صالحًا، لقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ}، فإن كان فيه شرك لم يقبل؛ لفوات الشرط وهو الإخلاص، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (٢) ومن عمل عملًا مبتدعًا بإخلاص تام لكن ليس على شريعة الرسول فإنه لا يقبل منه؛ لأنه على غير الإتباع، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" (٣).

٤ - أنه لا بد أن يكون العمل الصالح مبنيًا على إيمان لا شك معه، لقوله: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، وأما من عمل الصالحات ظاهرًا


(١) تقدم (١/ ٢٦٦).
(٢) رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، حديث رقم (٢٩٨٥) عن أبي هريرة.
(٣) تقدم (١/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>