للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام خرج مغاضبًا لقومه قبل أن يؤذن له بالخروج، ولهذا نجوا لما آمنوا حين جاءهم العذاب؛ لأن نبيهم لم يبق فيهم فأنجاهم الله، فالمهم: أنه لو قدر أننا نريد أن نفاضل بين محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام، وعندنا يهود ولو فضلنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لذهبوا يفضلون موسى عليه السلام، ويحتقرون محمدًا، فحينئذ يجب الكف عن ذلك.

٤ - أن الله وعد هؤلاء {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} بالأجور، {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ}.

٥ - تمام منة الله سبحانه على العباد، حيث سمى الثواب أجرًا، ومن المعلوم أن الأجر ثابت لزومًا للمستأجر، والذي أوجب هذا الأجر هو الله تعالى، أوجبه على نفسه، وهذا يدل على تمام فضل الله عزّ وجل ومنته، أما كيف تكون هذه الأجور؟ فإن الله تعالى بينها في كتابه، وكذلك السنة، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويختلف الأجر باختلاف الأشخاص، واختلاف النيات، واختلاف المتابعة، أما اختلافه باختلاف الأشخاص فكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (١) هذا لأنهم أصحابه، فهذا باعتبار الأشخاص.


(١) رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة, باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذا خليلًا" حديث رقم (٣٤٧٠)؛ ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، حديث رقم (٢٥٤١) عن أبي سعيد الخدري.

<<  <  ج: ص:  >  >>