للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعْتُرِضَ على هذا الحديث بأنه وإن كان ظاهره الصحة إلا أنه أعله النقاد من أهل العلم، فقد قال البخاري: ولا يصح إسناده (١) وأعله الإمام أحمد (٢)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب (٣).

الدليل الثاني: عن مَعْدَان بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ الله قَاءَ فَأَفْطَرَ (٤).


(١) قال البخاري: لا أراه محفوظًا - وقال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي ولا يصح إسناده. وقال في «التاريخ الكبير» بعد ذكر هذا الحديث: ولم يصح وإنما يروى هذا عَنْ عَبْد الله بْن سَعِيد عَنْ أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رفعه وخالفه يحيى بْن صالح قَالَ: ثنا مُعَاوية قَالَ: ثنا يحيى عَنْ عُمَر بْن حكم بْن ثوبان سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ قَالَ: «إذا قاء أحدكم فلا يفطر، فإنما يُخرج ولا يولج».
(٢) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: ما أصح ما فيه - يعني في «من ذرعه القيء وهو صائم» - قال: نافع عن ابن عمر. قلت له: حديث هشام، عن محمد، عن أبي هريرة. قال: ليس من هذا شيء، إنما هو حديث: «من أكل ناسيًا - يعني: وهو صائم - فالله أطعمه وسقاه» في «سؤالات أبي داود لأحمد» (ص ٣٨٧).
(٣) قال الترمذي: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. قال ابن عبد البر في «الاستذكار» (٣/ ٣٤٧): وعيسى ثقة فاضل، إلا أنه عند أهل الحديث قد وهم فيه وأنكروه عليه.
(٤) إسناده صحيح: هذا الحديث اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه عنه حسين المعلم، أخرجه
=أبو داود (٢٣٨١)، والترمذي في «السنن» (١/ ٨٧)، والنسائي في «الكبرى» (٢/ ٢١٣، ٢١٤)، وأحمد (٦/ ٤٤٣) كلهم من طرق، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعى، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن أبيه، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن رسول الله مرفوعًا. وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٢/ ٢١٤) وقع خطأ في النسائي قال عبد الله بن عمرو الأوزاعي. بينما هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، كما أشار المزي في «تحفة الأشراف» انظر: (٨/ ٢٣٤) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن أبي طلحة حدثه، أن أبا الدرداء حدثه =

<<  <   >  >>