للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: الصوم المستحب]

وفيه مباحث:

• المبحث الأول: صوم يوم وإفطار يوم:

صوم يوم وإفطار يوم هو أفضل الصوم، وأحبه إلى الله تعالى.

ففى «الصحيحين» (١) من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يومًا وَيُفْطِرُ يومًا».

وفى رواية الصحيحين (٢): أن النبى قال لعبد الله بن عمرو: «صُمْ يومًا وَأَفْطِرْ يومًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ». قال: قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قال رسول الله : «لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ».

قال الشيخ ابن عثيمين (٣): ولكن هذا مشروط - أى: صوم يوم، وفطر يوم - بما إذا لم يضيع ما أوجب الله عليه، فإن ضيع ما أوجب الله عليه، كان هذا منهيًّا عنه؛ لأنه لا يمكن أن تضاع فريضة من أجل نافلة، فلو فُرض أن هذا الرجل إذا صام يومًا وأفطر يومًا، تخلَّف عن الجماعة في المسجد؛ لأنه يتعب في آخر النهار، ولا يستطيع أن يصل إلى المسجد، فنقول له: لا تفعل؛ لأن إضاعة الواجب أعظم من إضاعة المستحب، فهذا لا


(١) أخرجه البخاري (١١٣١)، ومسلم (١١٥٩).
(٢) أخرجه البخاري (١٩٧٦)، ومسلم (١١٥٩).
(٣) «الشرح الممتع» (٦/ ٤٧٤).

<<  <   >  >>