للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صُومُوا قَبْلَهُ يومًا أَوْ بَعْدَهُ يومًا» (١).

الحاصل في المسألة: أن الفضل الوارد في الحديث هو صيام يوم التاسع والعاشر.

أما صوم الحادي عشر فهو كأي يوم من المحرم، وفيه الدليل العام (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) أما المؤكد بالصيام فهو التاسع والعاشر.

• المبحث الثامن: صوم شعبان: وفيه مسائل:

• الأولى: يستحب الإكثار من الصيام في شعبان:

وذلك لما في «الصحيحين» (٢) عن عائشة قالت: «لم يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ».

فائدة: كيف يجمع بين هذين الحديثين:

الحديث الأول: حديث عائشة قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ في شَعْبَانَ» (٣).

الحديث الثانى: ما ورد عنها أيضًا أنها قالت: «كَانَ رَسُول اللهِ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ».

قلت: يجمع بين هذه الأحاديث بما رواه مسلم (٤) عن عائشة قالت: «وَلم أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلًا».

والفقرة الثانية من الحديث وهى: كان يصوم شعبان إلا قليلا مفسرة للفظة الأولى وهى:


(١) ضعيف جدًّا: أخرجه أحمد (١/ ٢٤١)، والحميدى في «مسنده» (٤٨٥)، والبزار (١٠٥٢) وغيرهم. من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن على، عن أبيه، عن جده به.
قلت: وفى إسناده داود بن على ضعيف جدًّا، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ، ووقع في متنه اضطراب، فروي هكذا، وروي على التخيير: «صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا». قال البزار عقب إخراجه: «قد روي عن ابن عباس من غير وجه، ولا نعلم روى «صوموا قبله يومًا أوبعده يومًا» إلا داود بن على عن أبيه، عن ابن عباس، تفرد بها عن النبي .
(٢) أخرجه البخاري (١٩٧٠)، ومسلم (٧٨٢).
(٣) أخرجه البخاري (١٩٦٩)، ومسلم (١١٥٦).
(٤) أخرجه مسلم (١١٥٦).

<<  <   >  >>