للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وورد بلفظ: «إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد» ولكنه لا يخلو من مقال، ولكن عمومات الشريعة تؤيده، خاصة وأن الله تعالى ذكر في وسط آيات الصيام قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾. وهذا من أسرار القرآن العظيم أن ذكر آيات الدعاء بعد إكمال الصيام إلى الليل، وهذا والله أعلم، إيماء وإشعار للصائم بالاجتهاد في الدعاء في هذا الشهر المبارك، وبخاصة عند إكمال العدة، وعند كل فطر (١).

وكذلك فإنه من أعظم أوقات إجابة الدعوات عند ختام الطاعات، كما صح عن النبي العدنان أنه كان يدعو في دبر الصلوات، وتحرى الدعاء في ليالى العشر الأواخر رجاء ليلة القدر.

• المطلب الثالث: في القول عند الإفطار:

عن مَرْوَان بْنَ سَالِمٍ الْمُقَفَّع قال: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَيَقْطَعُ مَا زَادَ عَلَى الْكَفِّ وَقال: كَانَ رَسُولُ الله إِذَا أَفْطَرَ قال: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ الله» (٢).

واعترض عليه بأنه لا يصح عن رسول الله ويكفي قول باسم الله.

• المطلب الرابع: في إطعام الصائم:

عن زيد بن خالد الجُهني عن النبي قال: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَلَا


(١) انظر: «تصحيح الدعاء» (ص ٥٠٥) تأليف العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد.
(٢) ضعيف: أخرجه أبو داود في «السنن» (٢٣٥٧)، والنسائي في «الكبرى» (١٠١٣١)، من طرق، عن الحسين بن واقد، عن مروان بن سالم المقفع، عن ابن عمر.
قلت: فى إسناده مروان بن سالم المقفع، قال الحافظ ابن حجر: مقبول.

<<  <   >  >>