للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• المبحث التاسع: صيغ التكبير في العيد:

اختلف أهل العلم في صيغ التكبير في العيد على قولين:

• القول الأول: ذهب الحنفية والحنابلة (١) إلى أن صيغة التكبير في العيد: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد».

واستدلوا لذلك بالسنة والمأثور:

أما دليلهم من السنة: فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ غَدَاةَ عَرَفَةَ قال لِأَصحابِهِ: «عَلَى مَكَانِكُمْ»، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ» فَيُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أيام التَّشْرِيقِ» (٢).

واعترض عليه بأنه حديث واهٍ.

وعَنِ الأَسْوَدِ قال: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يوم عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنَ يوم النَّحْرِ، يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ (٣).

قال ابن قدامة: وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. وَهَذَا قَوْلُ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَبِهِ قال الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَإِسْحَاقُ وَابْنُ المبَارَكِ.


(١) «المبسوط» (٢/ ٤٣)، و «مسائل عبد الله» رقم (٤٧٠).
(٢) ضعيف جدًا: أخرجه الدارقطني (٢/ ٥٠). وفي إسناده: عمرو بن شمر متروك. وجابر الجعفي: ضعيف الحديث. وعبد الرحمن بن سابط لا يُحتج به.
(٣) رجاله ثقات: أخرجه ابن أبي شيبة (٥٦٥١). ووردت رواية بتثليث التكبير، أخرجها ابن أبي شيبة (٥٦٣٢). وهذه الرواية إن كان كل رواتها ثقات إلا أنها تخالف كل الروايات الأخرى بتثنية التكبير، انظر ابن أبي شيبة (٥٦٥٠) (٥٦٥١) وابن المنذر في «الأوسط» (٤/ ٣٠٤) والطبراني في «الكبير» (٩/ ٣٥٥، ٣٥٦)، فالراجح هو تثنية التكبير.

<<  <   >  >>