للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّائِمِينَ، وَسَيَأْتِي أَنَّ مَنْ دَخَلَهُ لم يَظْمَأ. قَالَ الْقُرْطُبِيّ: اُكْتُفِيَ بِذِكْرِ الرِّيِّ عَنْ الشِّبَع لِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ إنَّهُ يَسْتَلْزِمهُ، قُلْت: أَوْ لِكَوْنِهِ أَشَقّ عَلَى الصَّائِم مِنْ الْجُوع.

٧ - فرح الصائم بصومه يوم القيامة: «ففي الصحيحين» (١) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ ﷿: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المسْكِ».

٨ - الصوم كفارة للخطيئات: ففي «الصحيحين» (٢) عن حذيفة قال: قال: عمر : «من يحفظ حديثًا عن النبي فى الفتنة؟ قال: حذيفة: أنا سمعته يقول: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ».

٩ - الصوم لا مثل له: عن أبي أُمامة الباهلى قال: أتيت رسول الله فقلت: مُرني بأمر آخذه عنك. قال: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ» (٣).

١٠ - وهناك حديثٌ يدلُّ على أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، ولكن فى إسناده حُيّىُّ بن عبد الله، وفيه مقال.


(١) أخرجه البخاري (٧٤٩٢)، ومسلم (١١٥١).
(٢) أخرجه البخاري (١٨٩٥)، ومسلم (١٤٤).
(٣) صحيح: أخرجه أحمد في «المسند» (٥/ ٢٤٩)، والنسائي (٢٢٢١، ٢٢٢٢)، وغيرهما، من طرق عن شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن أبي نصر الهلالى، عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة .. الحديث. (وهناك اختلاف فى أبي نصر الهلالى): قال ابن حبان بعد ذكر الحديث: أبو نصر هذا هو حميد بن هلال. وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٢/ ٣٤٦): حميد بن هلال أبو نصر. وقال الحاكم فى «المستدرك»: واضطرب فيه قول أبي نعيم فقال مرة: حميد بن هلال. وقال مرة: أبو نصر يشبه أن يكون يحيى بن أبي كثير؛ لأنه قد روى عن رجاء بن حيوة، ويحتمل أن يكون على بن أبي حملة فإنه يكنى أبا نصر.
قلت: ولكن هذا الخلاف فى اسم أبي نصر الهلالى لا يضر فإن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قد صرح بالسماع من رجاء بن حيوة دون أبي نصر الهلالى، وذلك فى بعض الطرق.
أخرجه النسائي (٢٢١٩، ٢٢٢٠)، وأحمد في «المسند» (٥/ ٢٤٨، ٢٤٩، ٢٥٥، ٢٥٨)، وغيرهما.

<<  <   >  >>