للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو داود: ليس عن النبي في هذا الباب حديث مسند صحيح.

وقال العقيلي: وفي الدعاء لرؤية الهلال أحاديث كلها لينة الأسانيد.

• المبحث الثالث: بكم رجلٍ يثبت هلال رمضان؟

• اختلف أهل العلم في هذه المسألة على أقوالٍ:

• القول الأول: ذهب أحمد بن حنبل والشافعي في الصَّحِيحِ عَنْهُ إلى أَنَّهُ إذا رأى هِلَالَ رَمَضَانَ وَاحِدٌ عَدْلٌ، فإنه يُقْبَلُ قَوْلَه، ويُلْزَمُ النَّاسَ الصِّيَامُ (١).

واستدلوا لهذا القول بما روى أبو داود عن ابن عمر ﴿قال: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي رَأَيْته، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ (٢).


(١) قال ابن قدامة في «المغني» (٤/ ٤١٦): وَإِنْ كَانَ عَدْلًا، صَوَّمَ النَّاسَ بِقَوْلِهِ، المشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ
أَنَّهُ يُقْبَلُ فِي هِلَالِ رَمَضَان قَوْلُ وَاحِدٍ عَدْلٍ، وَيَلْزَمُ النَّاسَ الصِّيَامُ بِقَوْلِهِ. وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ المبَارَكِ، وَالشَّافِعِيِّ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ. وانظر: «المجموع» (٦/ ٢٨٢).
(٢) إسناده حسن: أخرجه أبو داود (٢٣٤٢)، والدارمي (٢/ ٤)، وابن حبان (٣٤٤٧)، وغيرهم
من طرق، عن مروان بن محمد، عن عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر به قال: تراءى … الحديث. قال الدارقطني: تفرد به مروان بن محمد عن عبد الله بن وهب وهو ثقة. قلت: وفى إسناده يحيى بن عبد الله بن سالم، قال النسائي: مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن معين: «صدوق ضعيف الحديث»، وقال الحافظ: «صدوق»، وفى إسناده أبو بكر بن نافع. قال الحافظ: «صدوق». وقال: «تابع مروان بن محمد، وهارون بن سعيد الأيلي، كما أخرجه الحاكم «المستدرك» (١/ ٤٢٣). وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قلت: وقد أخرج مسلم (٢٥٩) حديثًا من طريق أبي بكر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي أَنَّهُ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ. قال النووي «المجموع» (٦/ ٢٧٦): وحديث ابن عمر صحيح، رواه أبو داود والدارقطني والبيهقي بإسناد صحيح على شرط مسلم.

<<  <   >  >>