للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ» (١).

[المبحث الثالث: فضائل شهر رمضان]

١ - شهر القرآن: قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥].

٢ - تصفيدُ الشياطين وفتحُ أبواب الجنان وغلق أبواب النيران:

ففي «الصحيحين» (٢)، عن أبى هريرة أن رسول الله قال: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ (٣)، ...............


(١) أخرجه أحمد «المسند» (٢/ ١٧٤)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٥٥٤) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأبو نعيم «الحلية» (٨/ ١٦١)، من طريق عبد الله بن وهب، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، كلهم، عن حيى بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو به. وفى إسناده حيى بن عبد الله، قال البخاري: «فيه نظر»، قال أحمد: «أحاديثه مناكير»، وقال النسائي: «ليس بالقوى»، وقال ابن معين: «ليس به بأس»، وقال ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة». وشفاعة القرآن لها شواهد تشهد له، منها فى الصحيح: «اقرءوا القرآن فإنه يأتى شفيعًا لأصحابه يوم القيامة»، ولكنى لم أقف على أحاديث أُخر تشهد بأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة، والله أعلم.
(٢) أخرجه البخاري (١٨٩٩)، ومسلم (١٠٧٩) واللفظ له.
(٣) تُفتح أبواب الجنة في رمضان حقيقة لكثرة الطاعات. قال الحافظ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فَتْح أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عِبَارَة عَمَّا يَفْتَحُهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مِنْ الطَّاعَاتِ وَذَلِكَ أَسْبَاب لِدُخُولِ الْجَنَّةِ.
وفي رواية للبخاري: «فَتْح أَبْوَابِ السَّمَاءِ». وَقَالَ الطِّيبِيّ: فَائِدَة فَتْح أَبْوَابِ السَّمَاءِ تَوْقِيف الملَائِكَة عَلَى اِسْتِحْمَاد فِعْل الصَّائِمِينَ وَأَنَّهُ مِنْ اللَّهِ بِمَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ، وَفِيهِ إِذَا عَلم المكَلَّف ذَلِكَ بِإِخْبَارِ
الصَّادِقِ مَا يَزِيدُ فِي نَشَاطِهِ وَيَتَلَقَّاهُ بِأَرْيَحِيَّة.
وقال الحافظ: «فَتْحُ أَبْوَاب السَّمَاءِ» كِنَايَة عَنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَة وَإِزَالَة الْغَلْق عَنْ مَصَاعِدَ أَعْمَال الْعِبَادِ، تَارَةً بِبَذْل التَّوْفِيق وَأُخْرَى بِحُسْنِ الْقَبُولِ. والصحيح: أن أبواب الجنة تفتح حقيقة وقد يكون ذلك لتنزل الملائكة وتنزل الرحمات لكثرة الطاعات في رمضان والله أعلم.

<<  <   >  >>