للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن القاسم بن راشد الشيباني قال: كان رفاعة بن صالح نازلا عندنا وكان له أهل وبنات وكان يقوم فصلي ليلا طويلا فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته:

يا أيها الركب المعرّسونا

أكُلَّ هذا الليل ترقدونا

ألا تقومون فتصلونا

قال: فيتواثبون من هنا باك ومن ها هنا داع، ومن ها هنا قارئ ومن ها هنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى.

أرأيت يا أخي كيف يقضون ليلهم وكيف يحافظون على أوقاتهم؟ ونحن نهدر أيامنا ونضيع أعمارنا لا نبالي ولا نحرص على ذلك! وأرخص شيء عندنا الوقت، الدقائق تمر، والأنفاس لا تعود، وعمرك محاسب عليه فأعد حساباتك، واغتنم ساعاتك، لذا فاعلم حفظك الله أن قيام الليل هو طريق الصالحين. وسبيل العاملين، وتكفير لذنوب المذنبين، وهداية للفجرة والعاصين (١).

ألا يا عين ويحك أسعديني … بطول الدمع في ظلم الليالي

لعلك في القيامة أن تفوزي … بخير الدهر في تلك العلالي

١٠ - عمرة في رمضان تعدل حجة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النبي قَالَ: «فَعُمْرَةٌ فِى رَمَضَانَ تَقْضِى حَجَّةً» (٢). وفي رواية: «حَجَّةً مَعِي».

فالعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض؛ للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض. فهنيئًا لمن يوفق لعمرة في رمضان، هنيئًا له بحجة مع النبي العدنان.

١١ - شهرا عيد لا ينقصان: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: «شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ» (٣).


(١) أخطاء شائعة (ص ١٤١ - ١٤٢)
(٢) البخاري (١٧٨٢)، ومسلم (١٢٢ - ١٢٥٦).
(٣) البخاري (١٩١٢)، ومسلم (١٠٨٩).

<<  <   >  >>